125

به ، الحكيم فيما يشهد به لنفسه.

( إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب (19) فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد (20) إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم (21) أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين (22) ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون (23) ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون (24) فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون (25))

قوله تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ) (1) وقف الإسلام الرضا بمراد الحق وإمضاء قضائه وقدره بنعت استقامة السر في الباطن ، وقلة الاضطراب في الظاهر ، ووجدان لذة المحبة وقت نزول البلاء في المحنة.

قال أبو عثمان : ( إن الدين ) ما سلم لك من البدع والضلالة والأهواء ، وسلمت فيه من الرياء ، والشهوة الخفية ، ورؤية الخلق ، وتعظيم الطاعة.

وقيل : إن المتدين بالإسلام من سلم من رؤية الخلق ، وسلم قلبه من شهوات نفسه ، وسلم روحه من خطرات قلبه ، وسلم سره من طيران روحه ، فهو في حال الاستقامة مع الله.

وقال بعضهم : أركان الإسلام أربعة : التواضع ، والألفة ، وكظم الغيظ ، والصبر ، إذا تم لهذه الأربعة وجد منه أربعة أخرى : من التواضع التوكل ، ومن الألفة التسليم ، ومن كظم الغيظ التفويض ، ومن الصبر الرضا.

صفحة ١٣٥