العاقبة في ذكر الموت
محقق
خضر محمد خضر
الناشر
مكتبة دار الأقصى
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٦ - ١٩٨٦
مكان النشر
الكويت
الْمَوْت يُخْبِرنِي عَن الْمَوْت وَأَنت ذَلِك الرجل اللبيب الحازم وَقد نزل بك الْمَوْت فَأخْبرنَا عَنهُ
فَقَالَ أجد كَأَن السَّمَوَات أطبقت على الأَرْض وَأَنا بَينهمَا وَكَأن نَفسِي يخرج من ثقب إبره وَكَأن غُصْن شوك يجر من هامتي إِلَى قدمي
ويروى عَن مَكْحُول ﵀ عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ لَو أَن شَعْرَة من شَعرَات الْمَيِّت وضعت على أهل السَّمَوَات وَالْأَرْض لماتوا بِإِذن الله تَعَالَى لِأَن فِي كل شَعْرَة من الْمَيِّت الْمَوْت وَلَا يَقع الْمَوْت على شَيْء إِلَّا مَاتَ
وأنشدوا
مَاذَا تؤمل وَالْأَيَّام ذَاهِبَة ... وَمن ورائك للآمال قطاع
وصيحة لهجوم الْمَوْت مُنكرَة ... صمت لوقعتها الشنعاء أسماع
وغصة بكؤوس أَنْت شاربها ... لَهَا بقلبك آلام وأوجاع
يَا غافلا وَهُوَ مَطْلُوب ومتبع ... أَتَاك سيل من الفرسان دفاع
خُذْهَا إِلَيْك طعانا فِيك نَافِذَة ... تعدِي الجليس وَأمر لَيْسَ يسطاع
إِن الْمنية لَو تلقى على جبل ... لأصبح الصخر مِنْهُ وَهُوَ مياع
ويروى أَن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل ﵇ لما مَاتَ قَالَ الله ﷿ لَهُ كَيفَ وجدت الْمَوْت قَالَ كسفود جعل فِي النَّار ثمَّ أَدخل فِي صوف رطب ثمَّ جذب فَقَالَ الله تَعَالَى أما إِنَّا لقد هوناه عَلَيْك يَا إِبْرَاهِيم
ويروى عَن مُوسَى ﵇ أَنه لما صَارَت روحه إِلَى الله تَعَالَى قَالَ لَهُ يَا مُوسَى كَيفَ وجدت الْمَوْت فَقَالَ وجدت نَفسِي كالعصفور حِين يلقى فِي المقلى لَا يَمُوت فيستريح وَلَا ينجو فيطير
ويروى عَنهُ أَنه قَالَ وجدت نَفسِي كشاة حَيَّة بيد القصاب تسلخ
وَقَالَ عمر ﵁ لكعب الْأَحْبَار يَا كَعْب حَدثنَا عَن الْمَوْت
1 / 114