84

(التاسعة) قوله تعالى ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) روى الجمهور في الصحيحين واحمد بن حنبل في مسنده والثعلبي في تفسيره (1) عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية قالوا : يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال (ص): علي وفاطمة وابناهما. ووجوب المودة يستلزم وجوب الإطاعة ، لأن المودة إنما تجب مع العصمة ، إذ مع وقوع الخطأ منهم يجب ترك مودتهم كما قال تعالى ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ) وغيرهم عليهم السلام ليس بمعصوم اتفاقا ، فثبت مودة علي وولده. وقد روى في الصواعق المحرقة في الباب العاشر عن ابن ادريس الشافعي شعرا في وجوب مودة من ذكرناهم آنفا :

يا أهل بيت رسول الله حبكم

فرض من الله في القرآن انزله

(العاشر) قوله تعالى ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) فروى الفخر والنيسابوري والثعلبى (2) أنها نزلت في علي (ع) لما هرب النبي (ص) من المشركين إلى الغار خلفه لقضاء ديونه ورد ودائعه ، فبات على فراشه وأحاط المشركون بالدار فأوحى الله إلى جبرائيل وميكائيل أني قد آخيت بينكما وجعلت عمر احد كما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة ، فاختار كل منهما الحياة ، فأوحى الله إليهما ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب (ع) آخيت بينه

صفحة ٨٦