62

وبينما هما يتكلمان على هذا الوجه، وصلا إلى برتسموث، فرأيا جمعا من الناس يملأ الشاطئ، وينعم النظر في رجل سمين بعض السمن معصب العينين راكع على ظهر إحدى سفن الأسطول، وكان يقوم أمامه أربعة جنود، فيطلق كل واحد منهم ثلاث رصاصات في قحفه بأهدأ ما يمكن،

1

ويعود الجمع كله مرتاحا إلى الغاية، ويقول كنديد: «ما هذا كله إذن؟ وأي شيطان يمارس سلطانه في كل مكان؟»

ويسأل عن هذا الرجل السمين، الذي قتل منذ هنيهة في احتفال، فيقال له: «إنه أمير بحر.» - «ولم يقتل أمير البحر هذا؟»

فيقال له: «ذلك لأنه لم يوجب قتل أناس بما فيه الكفاية، وقد قاتل أمير بحر فرنسي، فوجد أنه لم يدن منه بما فيه الكفاية.»

ويقول كنديد: «ولكن أمير البحر الفرنسي كان بعيدا من أمير البحر الإنكليزي بعد هذا من ذاك!»

ويجاب عن هذا «بأن هذا أمر لا مراء فيه، غير أن من الصالح في هذا البلد أن يقتل أمير بحر في الحين بعد الحين، تشجيعا للآخرين».

ويبلغ ما رأى كنديد وسمع من إزعاجه وغمه ما لم يرد معه حتى النزول إلى الشاطئ، فيساوم الربان الهولندي (ولو سرقه كما فعل ربان سورينام) لينقله إلى البندقية على عجل.

ويستعد الربان في يومين، ويسار وساحل فرنسة، ويمر أمام أشبونة، ويرتجف كنديد، ويدخل المضيق والبحر المتوسط، ويوصل إلى البندقية في نهاية الأمر، ويقول كنديد وهو يعانق مارتن: «حمدا لله! فهنا سأرى كونيغوند الحسناء ثانية، وأعتمد على ككنبو اعتمادي على نفسي، وكل شيء حسن، وكل شيء يسير سيرا حسنا، وكل شيء يسير على أحسن ما يمكن أن يكون.»

الفصل الرابع والعشرون

صفحة غير معروفة