قالت العجوز لكونيغوند: «أيتها الآنسة، إنك سليلة اثنين وسبعين جيلا من أجيال الشرف، ولا تملكين فلسا، فعليك يتوقف أن تكوني زوجا لأكبر سنيور في أمريكة الجنوبية صاحب لشارب جميل، وهل عليك أن تفاخري بالوفاء في كل ابتلاء؟ لقد اغتصبك البلغار، وكان ليهودي وقاض تفتيشي حسن ألطافك، وتمنح المصائب حقوقا، وأعترف بأنني لو كنت في مكانك لم يساورني تردد في الزواج بالسيد الحاكم، وفي إسعاد قائد المائة السيد كنديد.»
وبينما كانت العجوز تتكلم بكل ما يقتضيه العمر والتجربة من حذر بالغ، رئي دخول مركب صغير في الميناء يحمل قاضيا وجنودا، وإليك ما حدث:
لقد أصابت العجوز في حزرها أنه الراهب ذو الكم الطويل الذي سرق نقد كونيغوند وحليها في مدينة بطليوس، حينما كانت فارة مع كنديد على عجل، وقد أراد هذا الراهب أن يبيع بعض الحلي من صائغ، فتحقق هذا التاجر كونها ملكا للقاضي التفتيشي الأكبر، فاعترف الراهب قبل أن يشنق بأنه كان قد سرقها، فوصف الأشخاص ودل على الطريق التي سلكوها، وكان فرار كونيغوند وكنديد أمرا معروفا، فوقع تتبعهم إلى قادس، وأرسلت سفينة لتعقبهم كسبا للوقت، والآن أصبحت السفينة في ميناء بوينوس أيرس، وأشيع أن قاضيا سينزل منها تعقيبا لقتلة مولانا قاضي التفتيش الأكبر، وأبصرت العجوز الفطون في دقيقة جميع ما يجب أن يصنع، فقالت لكونيغوند: «لا تستطيعين الفرار، ولا يوجد ما تخافينه، فلم تكوني قاتلة مولانا، ثم إن الحاكم الذي يحبك لن يطيق اضطهادك، فمكانك.»
وتهرع من فورها إلى كنديد وتقول له: «فر، وإن لم تفعل حرقت بعد ساعة»، ولا ينبغي فوات دقيقة، ولكن كيف الانفصال عن كونيغوند؟ وأين الملجأ؟
الفصل الرابع عشر
كيف قبل كنديد وككنبو من قبل يسوعيي البراغواي
كان كنديد قد جلب من قادس خادما من النوع الذي يوجد كثيرا في سواحل إسبانيا وفي المستعمرات، وكان ربعه إسبانيا، وكان أبوه خلاسيا في توكومان،
1
وكان ابن جوقة ترتيل وافها
2
صفحة غير معروفة