223

الناس ، وعلى عمار درع بيضاء وهو يقول : أيها الناس ، الرواح إلى الجنة.

فقاتل القوم قتالا شديدا لم يسمع السامعون بمثله وكثرت القتلى ، حتى إن كان الرجل ليشد طنب فسطاطه بيد الرجل أو برجله. وحكى الأشعث بعد ذلك فقال : لقد رأيت أخبية صفين وأروقتها وما فيها خباء ولا رواق ولا فسطاط إلا مربوطا بيد إنسان أو برجله.

بطولة عمار وثبات إيمانه

حين نظر عمار إلى راية ابن العاص قال : والله انها لراية قد قاتلتها ثلاث مرات وما هذه بأرشدهن : ثم قال :

نحن ضربناكم على تأويله

كما ضربناكم على تنزيله

أو يرجع الحق إلى سبيله

« بين عمار وهاشم »

قال الأحنف بن قيس : والله إني إلى جانب عمار بن ياسر بيني وبينه رجل ، فتقدمنا حتى دنونا من هاشم بن عتبة ، فقال له عمار : إحمل ، فداك أبي وأمي!

فقال له هاشم : يرحمك الله يا أبا اليقظان؟ أنك رجل تأخذك خفة في الحرب ، واني إنما أزحف باللواء زحفا ، أرجو أن أنال بذلك حاجتي ، وان خففت لم آمن الهلكة ، وقد كان قال معاوية لعمرو : ويحك ، إن اللواء اليوم مع هاشم بن عتبة ، وقد كان من قبل يرقل به إرقالا ، وان زحف به اليوم زحفا انه لليوم الأطول على أهل الشام ، فإن زحف في عنق من اصحابه إني لأطمع أن تقتطع.

فلم يزل به عمار حتى حمل ، فبصر به معاوية فوجه إليه حماة أصحابه.

وحمل عمار ذلك اليوم على صف أهل الشام وهو يرتجز :

صفحة ٢٢٤