ألسنة المتحاربين ، حتى على ألسنة القادة الكبار منهم فعمرو بن العاص الذي يعتبر الدعامة الكبرى لمعاوية كان يروي حديث النبي في عمار ويلتفت إلى معاوية بعد أن لامه هذا الأخير في ذلك ويقول له :
قلتها ولست أعلم الغيب ... وقد رويت أنت فيه مثلما رويت (1)!
حين استشهد عمار بن ياسر دب الرعب والخوف في عسكر معاوية وكثر اللغط فيما بينهم وكادوا ينقسمون على أنفسهم لولا أن معاوية قال لهم : إنما قتله الذي جاء به وألقاه بين رماحنا! محاولا بذلك إقناعهم.
وكان جواب الإمام علي حين بلغه ذلك : إذن إنما قتل رسول الله حمزة لأنه ألقاه بين رماح المشركين!
لقد كان نبأ استشهاد عمار يوازي في أهميته حقبة من الجهاد الطويل المثمر لأنه كان الفاضح لفئة تحارب وتقاتل باسم الحق وباسم الدين ، بينما الحق والدين كانا مع عمار! لقد كان شاهد حق مع علي وأصحاب علي.
وكان في نفس الوقت حربا على معاوية ومن معه من البغاة.
رحم الله أبا اليقظان ، فلقد أعطانا بشهادته عدل ما أعطانا من حياته.
صفحة ١٢