سألته، وأنا أراقب وجهه بتمعن: «أتراه؟» كانت عيناه جاحظتين ومتوترتين؛ ولكن لعلهما لم تكونا أكثر جحوظا وتوترا بكثير من عيني عندما كنت أصوبهما بجدية نحو الموضع ذاته.
أجاب قائلا: «لا، ليس موجودا هناك.»
قلت: «متفقان.»
دلفنا إلى الداخل ثانية، وأغلقنا الباب، وجلس كل منا في مقعده. كنت أفكر في أفضل طريقة لتحسين هذه الميزة - إن كان يمكن أن ندعوها كذلك - عندما باشر الحديث على نحو طبيعي، مفترضا بذلك أنه ليس بيننا سوء تفاهم حول الوقائع، مما جعلني أشعر أنني في موقف ضعيف للغاية.
قال: «بحلول هذا الوقت ستفهم تمام الفهم يا سيدي أن ما يكدرني على هذا النحو الفظيع هو السؤال ما الذي يقصده الشبح؟»
أخبرته أنني لست متأكدا أنني فهمت تمام الفهم.
قال، متأملا، وعيناه مسلطتان على النار، ولا يحولهما نحوي إلا أحيانا: «ما الذي يحذر منه؟ ما الخطر؟ أين الخطر؟ ثمة خطر محدق، في موضع ما على شريط السكة الحديدية. سوف تحدث كارثة مروعة. لا ينبغي أن يكون الأمر موضع شك في المرة الثالثة، بعد ما جرى من قبل. هذا الأمر يعذبني بقسوة. ماذا بوسعي أن أفعل؟»
أخرج منديله، ومسح القطرات من فوق جبهته المستعرة.
استمر في حديثه، وهو يمسح راحتي يديه، قائلا: «لو أنني أبرقت إلى أي جهة من الجهتين، أو كلتيهما، بشأن هذا الخطر، فليس بوسعي أن أذكر سببا له. وسوف أتعرض لمتاعب حتما، وبلا أي طائل. سيظنون بي الجنون. هكذا سوف يكون الأمر: برقية: «خطر! خذوا حذركم!» الرد: «أي خطر؟ أين؟» برقية: «لا أعرف. ولكن بالله عليكم خذوا حذركم!» سوف يعفونني من الخدمة. ماذا بوسعهم أن يفعلوا غير ذلك؟»
كانت رؤية ألمه الذهني تبعث على الشفقة إلى أقصى درجة؛ لقد كان عذابا نفسيا لرجل ذي ضمير حي أرهقته مسئولية مبهمة تنطوي على حيوات وأرواح إرهاقا يفوق الاحتمال.
صفحة غير معروفة