في واقع الأمر، يقدم مسح نشره مؤخرا عالم الآثار البريطاني جاي ميدلتون في عام 2010 صورة قاتمة للتخريب الذي وقع في البر الرئيسي لليونان أثناء الفترة من 1225 وحتى 1190ق.م: «في أرجوليد وكورينثيا كان يوجد عمليات تدمير في ميسيناي، وتيرنز، وكاتسينجري، وكوراكو وإريا ... وفي إقليم لاكونيا، في مينيلايون؛ وفي إقليم ميسينيا، في بيلوس؛ وفي إقليم آخايا، في تيخوس ديمايون؛ وفي إقليمي بيوتيا وفوكيس، في ثيفا، وأورخومينوس، وجلا ... وكريسا، في حين يبدو أن المواقع التالية قد هجرها سكانها دون تدمير: إقليما أرجوليد وكورينثيا: بيرباتي، وبروزيمنا، وزيجوريس، وجونيا، وتسونجيزا؛ وإقليم لاكونيا: أجيوس استيفانوس؛ وإقليم ميسينيا: نيتشوريا؛ وإقليم أتيكا: براورون؛ وإقليما بيوتيا وفوكيس: إتروسيس.»
95
كما يلاحظ ميدلتون كذلك وجود عمليات تدمير إضافية أثناء الفترة من 1190 وحتى 1130ق.م في ميسيناي، وتيرنز، وليفكاندي، وكينوس.
ومثلما كتب كارل بليجن وميبل لانج، من كلية برين ماور، قديما في 1960، يبدو أن هذه الفترة كانت «فترة عاصفة في التاريخ الميسيني؛ فقد لوحظ تدمير واسع الانتشار بالنار في ميسيناي في داخل مقر الملك وكذلك خارجه. تعرضت تيرنز هي الأخرى لكارثة من نفس النوع. ومن المحتمل أن القصر في ثيفا قد تعرض بالمثل للنهب وأحرق في نفس تلك الحقبة. ودمرت مستوطنات أخرى كثيرة، وهجرت تماما، ولم تعمر بعد ذلك قط: ومن أشهر الأمثلة على ذلك يمكننا أن نذكر بيرباتي ... وبروزيمنا ... وزيجوريس ... وأماكن أخرى أصغر.»
96
من الواضح أن شيئا عنيفا حدث، رغم أن بعض الباحثين يرون هذا على أنه مجرد المراحل النهائية لانحلال أو انهيار كان قد بدأ منذ 1250ق.م يعتقد جيريمي روتر من جامعة دارتمث، على سبيل المثال، أن «تدمير القصور لم يكن بأي حال من الأحوال كارثة غير متوقعة تسببت في قرن من الأزمات في منطقة إيجه، وإنما كان تتويجا لفترة ممتدة من الاضطراب ألمت بالعالم الميسيني من منتصف القرن الثالث عشر وما بعده.»
97 (7-1) بيلوس
في بيلوس، عادة ما يحدد حاليا تاريخ تدمير القصر، الذي كان المنقب في البداية يعتقد أن تاريخه يرجع إلى حوالي 1200ق.م، بحوالي 1180ق.م، لنفس الأسباب التي لأجلها حدد تاريخ أقرب لتدمير طروادة 7إيه، أي استنادا إلى إعادة تحديد تاريخ الأعمال الفخارية التي عثر عليها في الأطلال.
98
يفترض بصفة عامة أن تدميره نتج عن عنف، من جانب لأنه يوجد قدر كبير من الاحتراق المقترن بالمستويات الأخيرة في الموقع، والذي يبدو أنه أخلي بعده من سكانه. في 1939، أثناء الموسم الأول لعمليات التنقيب في القصر، أورد بليجن ملاحظة تقول: «لا بد أنه كان حريقا على قدر كبير من الشدة؛ لأن الأبواب الداخلية في مواضع كثيرة قد انصهرت إلى كتل غير محددة الشكل، وتحولت الصخور إلى كلس، وتستقر على الأنقاض والرماد المسود المفحم الذي يكسو الأرضيات طبقة سميكة من تراب أملس جاف ذي لون أحمر محروق، من المحتمل أنه الحطام المتفتت لقوالب الطوب غير المتقن الذي كان يوما ما يشكل المادة التي كانت تتكون منها البنية الفوقية.»
صفحة غير معروفة