داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب

عبد العزيز سيد الأهل ت. 1402 هجري
76

داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب

الناشر

دار العلم للملايين،بيروت

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٨٦م

مكان النشر

لبنان

تصانيف

وواصل الشيخ أيامه في نشر الدعوة بالوعظ وكتابة الرسائل لعلماء الأمصار مكتفيا بهذه الوسائل السلمية زمانا١. حتى إذا لمح ببصيرته مستقبل الأيام أخذ يعد للمستقبل من القوة ومن رباط الخيل ما استطاع، وأمر شباب الدرعية أن يتعلموا رمي البندق وتسديد الرمي. والرمي سنة عن النبي ﷺ ومن بعض حديثه يحث على الرمي قوله: " ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا "٢ ومنه في تفسير قوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ [الأنفال من الآية: ٦٠]، قوله ﷺ وهو على المنبر: " ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي" ٣. وقد حرص عليه الأئمة وكان عمر بن الخطاب ﵁ أشد الناس حرصا عليه وأجاده الشافعي الإمام حتى قالوا: إنه كان يرمي فيصيب من عشرة الأهداف العشرة بكاملها٤. ولم يقتصر الشيخ على الكلام في التوحيد وتدريب الشباب على الرمي ولكنه دخل في المعركة الحامية قبل أن تبدأ فجعل يحث النفوس على الصبر وتحمل الأذى إذا احتدمت بينهم وبين خصومهم العداوة، ولا بد أن تحتدم، وكان -من قبل- قد رأى الخصومة في اليمامة، وليست البلدان والبوادي أفضل من اليمامة إيثارا للحق وصبرا عليه. واجتمع الأمير والشيخ وأهل الدرعية ومن والاهم فشادوا مسجدا جامعا٥ يؤمه المصلون من رجال ونسوة للصلاة والدرس. وفرش المسجد بالحصباء تشبها بمسجد رسول الله ﷺ وجعل التعزير عقوبة مَنْ لا يحضر الجماعة، فلما قويت الدعوة اشتد التعزير٦.

١ - جزيرة العرب: ٣٢٠. ٢ - البخاري: الجهاد والسير (٢٨٩٩)، وأحمد (٤/٥٠) . ٣ - مسلم: الإمارة (١٩١٧)، والترمذي: تفسير القرآن (٣٠٨٣)، وأبو داود: الجهاد (٢٥١٤)، وابن ماجه: الجهاد (٢٨١٣)، وأحمد (٤/١٥٦)، والدارمي: الجهاد (٢٤٠٤) . ٤ - آداب الشافعي ومناقبه: ٣٠ - صحيح البخاري ٤: ٤٥ - رياض الصالحين: ٥٠٤. ٥ - المسجد للصلاة والجامع للدرس والمسجد الجامع لهما كليهما. ٦ - لمع الشهاب: ٣١، ٣٢.

1 / 92