186

عالمات أوروبيات في الكيمياء

تصانيف

بعد ذلك انشغلت في دراسة الأيونات الكربونية السالبة للسلفوكسيدات، وبشكل خاص لحالتها الهجينة والجوانب الكيميائية الفراغية للتفاعلات التي تدخل فيها، والتي كانت موضع نقاشات جدلية في ذلك الوقت. وبعد دراسة طيفية للأنواع الفلزية العضوية الوسيطة، قدمت نظرية موحدة، وطبقت هذه النتائج على تخليق كلي جديد للبيوتين، وهو فيتامين كانت مهتمة بدراسته.

في أواخر السبعينيات، كانت شعبية آليات التفاعل في اضمحلال، وفي الواقع، كانت تتناول مسائل «ضيقة» أكثر فأكثر. ومن ناحية أخرى، كانت الكيمياء الحيوية تطرح مجالا جذابا للبحث لعلماء الكيمياء العضوية، وهو مجال هجره في ذلك الوقت الكثير من علماء الإنزيمات التقليديين من أجل دراسة البيولوجيا الخلوية.

وهكذا، تحولت إلى هذا المجال الجديد الذي كانت قد اكتشفته بالفعل أثناء عملها في فترة ما بعد الدكتوراه، عندما كانت تعمل في التخليق الحيوي للتيربينات. وكما فعلت في مجال الكيمياء العضوية، حيث درست تفاعلات مهمة للتخليق العضوي، اختارت في الكيمياء الحيوية، التفاعلات الإنزيمية، التي لم تكن معضلة عقلية من وجهة نظر الكيمياء العضوية فحسب، ولكن توضيح آليتها كان أيضا مهما في التكنولوجيا الحيوية أو علم الصيدلة. وعملت في عدة مجالات: آلية عمل فيتامين كيه، وتصميم مثبطات التخليق الحيوي للألديستيرون، والتخليق الحيوي للبيوتين.

ولنا أن نشير إلى سمتين أساسيتين في مسيرة أندريه ماركيه المهنية، وهما استقلاليتها العلمية وانفتاحها النشط الدائم على الحياة الجمعية للمجتمع العلمي.

طورت أندريه ماركيه أبحاثها المبتكرة الخاصة، والتي لم تكن بالضرورة تتبع الأبحاث الرائجة في وقتها، ولم يبهرها على نحو خاص التكريم، ولكنها سعدت به في هدوء حينما حصلت عليه فيما بعد . ورغم أنها كانت تعمل في معمل يهتم بدراسة مسائل الكيمياء الفراغية، وأنها كانت مشبعة للغاية بهذه الثقافة، فإنها كانت دائما ما تتبع هواها ورغباتها التي حولتها من آليات التفاعل العضوي إلى آليات الكيمياء الحيوية. لم تتخصص قط في مجال ضيق، ولكنها كانت تستفيد طوال الوقت من كل التقنيات المتوفرة، من خلال التعاون مع الآخرين، لحل المسائل الحيوية المهمة. وكانت رائدة في تعدد المجالات البحثية، في وقت كان فيه هذا المفهوم لا يزال وليدا، لتعزز مجال الكيمياء/الأحياء. وشجعت مع قليلين تشكيل مجموعات وعقد اجتماعات علمية قومية ودولية على حد سواء، وما زال بعضها قائما حتى الآن، وتركز على الكيمياء الحيوية العضوية.

كانت شديدة الحرص على مشاركة معرفتها مع الآخرين، ولا سيما مع الطلاب. ويتذكر كثير منهم محاضراتها ويقرون بأنها كانت ذات أهمية حاسمة في تحديد توجهاتهم. وحري بنا أن نذكر أعضاء مجموعتها البحثية حين نذكر إنجازاتها؛ لأن هذه الإنجازات ثمرة مجهود جماعي. لسوء الحظ لا نستطيع سرد كل زملائها في هذه السيرة الذاتية، ولن يظهر سوى بعضهم في المراجع المختارة. وقد يسرت أندريه الإطلاق المستقل للمشروعات الجديدة من قبل العلماء الكبار في معملها، وكانت سعيدة جدا لتحقيقهم النجاح وحصولهم على التقدير.

في الوقت نفسه، تهتم أندريه ماركيه اهتماما شديدا بمسئوليتها كعالمة، ليس فقط تجاه مجتمع الكيميائيين، ولكن تجاه المجتمع ككل. ونظرا لاقتناعها بأهمية النقاشات الديمقراطية حول حصول المواطنين على خلفية علمية، أسست لجنة «الكيمياء والمجتمع» التي كان الهدف منها هو زيادة شعبية الكيمياء، ولكن أيضا محاولة فهم السبب وراء النقد الشديد الذي تتعرض له الكيمياء من الرأي العام. وكانت فلسفة هذه اللجنة هي أن «تعليم» الشعب ليس كافيا، ولكن لكي نقيم حوارا من الضروري أن نضع في اعتبارنا شعور هذا الشعب وتوقعاته وأيضا تجاربه.

المراجع

Bory, S., Luche M. J., Moreau, B., Lavielle, S. and Marquet, A. (1975) Une nouvelle synthèse totale de la biotine.

Tetrahedron Lett.,

صفحة غير معروفة