وأغرته في النهاية - برغم إرادته - على أن يطيرا إلى أمستردام؛ ليشهدا المباراة الشبيهة بالنهائية بين النساء لبطولة المصارعة بين ربات الوزن الثقيل.
وتذمر قائلا: «هذا زحام كالمعتاد.» وبقي طيلة عصر ذلك اليوم مكتئبا معاندا، لم يتحدث إلى أصدقاء ليننا (وقد قابلا منهم عشرات في مقصف السوما الممزوجة بالقشدة المثلجة بين أشواط المصارعة). وبرغم بؤسه رفض رفضا باتا، أن يتناول نصف الجرام من كاساتا التوت، الذي قدمته له، قائلا: «إني أوثر أن أكون أنا نفسي، في اكتئابي، على أن أكون شخصا آخر مهما يكن مرحا.»
فأجابت ليننا قائلة: «إن الجرام الواحد في حينه يغنيك عن تسعة إذا فات الأوان.» وهي في هذا التعبير إنما تستعيد ثروتها القيمة من الحكمة التي لقنتها أثناء النوم.
ولكن برنارد أبعد الكوب الذي قدم إليه وقد عيل صبرا.
فقالت له: «لا تحتد، واذكر أن سنتيمترا واحدا مكعبا يشفي عشرا من العواطف الحزينة.»
فصاح بها: «وحق فورد لتسكتن.»
فهزت ليننا كتفيها وقالت: «إن الجرام خير دائما من ضيق النفس.»
وختمت حديثها محتفظة بكرامتها، وشربت الكساتا بنفسها.
وأصر برنارد ، وهما في طريقهما عائدين فوق القنال الإنجليزي، أن يوقف محرك طائرته، وأن يحلق باللوالب على ارتفاع مائة قدم من الموج؛ لأن الجو قد ساء، وعصفت ريح جنوبية غربية، وتكاثفت السحب في السماء.
وقال آمرا: «انظري!»
صفحة غير معروفة