فالشمال الكندي يحتوي على معظم التكوينات الجيولوجية القديمة في أمريكا الشمالية التي تسمى عادة بالدرع أو الرصيف الكندي، وخاصة في لبرادور وكويبك وحول خليج هدسن عامة، وبقية الرصيف يمتد جنوبا إلى حوض سنت لورانس والبحيرات العظمى الأمريكية، ويؤدي هذا التركيب الجيولوجي القديم إلى صلابة الصخور، وقلة التربة الصالحة للنمو النباتي، وقد زاد من فقر المنطقة أنها تعرضت للغطاء الجليدي طوال عصر البليوستوسين، مما أدى إلى تكوين غطاء صخري أجرد وأملس في عدة نواح، وإلى حصول الحفر الواسعة التي تمتلئ بالمياه في صورة مستنقعات، وإلى تكوين البحيرات الصغيرة المتعددة عند نهايات المورين الجليدي.
خريطة رقم (7): كندا: الصورة العامة لاستخدام الأرض: (1) أراضي التندرا. (2) الغابات المخروطية. (3) الاستخدام الزراعي والرعوي. (4) حدود التندرا الجنوبية. (5) حدود الاستغلال الزراعي. (6) الحدود الجنوبية التقريبية للشمال الكندي.
كما أن هذا التكوين للغطاء الصخري، عبر التاريخ الجليدي في البليوستوسين قد أدى إلى أن تكون معظم الأنهار غير عميقة المجاري إلا في مناطق الانكسارات والجيوب، وإلى ضعف خطوط تقسيم المياه نتيجة عدم الارتفاع التضاريسي في معظم الجهات، وإلى تشابك مياه الينابيع في عدد من المناطق لوجود البحيرات الضحلة التي تنصرف مياهها إلى اتجاهين أو أكثر لضعف الانحدار، ومن أهم الأمثلة على ذلك، التصريف النهري في شمال شبه جزيرة لبرادور جنوب شبه جزيرة أنجافا
Ungava
حيث ترتبط المياه المنصرفة إلى خليج هدسن مع تلك المنصرفة إلى خليج أنجافا.
والصورة العامة للتضاريس في المنطقة هي سهل عظيم يحيط بخليج هدسن وخليج جيمس ويمتد على طول السواحل الشمالية وسواحل لبرادور الشمالية، وتضيق مساحة السهول في الشمال الغربي نظرا لاقتراب سلاسل الجبال الالتوائية الحديثة - الكورديليرا - الكندية التي تغطي غالبية السكان، وترتفع إلى ارتفاعات كبيرة في جبال ماكنزي - غربي وادي ماكنزي، وسلسلة بروكس في شمال ألسكا، وكذلك ترتفع الأراضي في منطقة شبه جزيرة لبرادور، لكنها لا تصل إلى الارتفاعات العالية في الشمال الغربي، فمتوسط الارتفاع في وسط شبه جزيرة لبرادور يترواح بين 800 وألف متر، بينما ترتفع المنطقة الجبلية في الشمال الغربي إلى ما بين 1500 متر وأكثر من ألفي متر.
ويتكون الأرخبيل الكندي من عدة جزر كبيرة وصغيرة - أكبرها جزيرتي بافن واليزمير وفكتوريا - معظمها جزء من السهل الشمالي الكندي، لكن ارتفاع منسوب البحر قد فصلها عن اليابس القاري، وتتميز جزيرتا بافن واليزمير بارتفاع عام في مناسيبها الكونتورية، وخاصة في شرق بافن التي ترتفع إلى مناسيب في حدود ألفي متر.
ويمتلئ السهل بمئات البحيرات الكبيرة والصغيرة، وأكبر هذه البحيرات تتركز في المنطقة الغربية والشمالية الغربية من هذا الإقليم: بحيرات جريت بير (الدب الكبير) مساحتها 12 ألف ميل مربع، وجريت سليف (القن الكبير) 11,1 ألف ميل مربع، وأتبسكا 3000 ميل مربع (بالترتيب من الشمال إلى الجنوب)، وكلها تتصل بتصريف نهر ماكنزي الذي ينبع من الكورديليرا الكندية، ويتجه شمالا بغرب إلى أن يصب في بحر بوفور في مسار أوله 2635 ميلا (بالمقارنة بالأنهار السيبيرية التي تبلغ أطوالا أكبر: أوب طوله 4360 ميلا، ينسي 2800 ميلا، ولينا 2652 ميلا). وهناك مجموعة أخرى من البحيرات الأصغر حجما تقع إلى الشرق من حوض ماكنزي أكبرها بحيرة ريندير (بحيرة الرنة) التي تتصل بتصريف نهر تشرشل الذي ينبع من البراري الكندية العليا ويصب في خليج هدسن، وفي شبه جزيرة لبرادور توجد مجموعة من البحيرات ذات المساحة الصغيرة والامتدادات الطويلة، وأكبر تجمع لهذه البحيرات يوجد في هضبة لبرادور الوسطى حيث تتصل البحيرات بعضها ببعض في غالبية الأحيان، وكذلك توجد بحيرات صغيرة عديدة حول خليج هدسن وخليج جيمس.
وباستثناء نهر ماكنزي، فإنه لا توجد هنا سوى أنهار قصيرة مثل تشرشل ونلسون اللذان يصبان على الساحل الغربي لخليج هدسن، ونهر تشرشل الذي ينبع من بحيرات لبرادور الوسطى ويصب في خليج جوس وأترباي الطويل في شرقي لبرادور.
والسواحل الكندية تتراوح بين الاستقامة في منطقة هدسن وأجزاء كثيرة من الساحل الشمالي الغربي، وبين التعقيد والتداخل الشديد في صورة خلجان واسعة وفيوردات عميقة في ساحل لبرادور وبافن واليزمير، ومنطقة كيواتين وبوثيا شمال خليج هدسن.
صفحة غير معروفة