قلة السكان الذين يمكن أن يكونوا سوقا لاستهلاك محاصيل حقول واسعة. (2)
الظروف الطبيعية القاسية من فقر التربة والمناخ المعادي للإنبات. (3)
الحاجة المستمرة إلى الدراسة العلمية والتجارب الكثيرة للحصول على محاصيل لها من الصفات ما يمكنها من الإنتاج الجيد في مثل هذه الظروف.
ومع ذلك فإننا نجد أن نجاح السوفيت كان كبيرا في منطقتين رئيسيتين تستحقان الجهد ورأس المال المستثمر، المنطقة الأولى هي وادي الدفينا الشمالي حيث توجد سوق رائجة ممثلة في مدن وموانئ قطع الأخشاب وعلى رأسها أركانجلسك وكوتلاس، وفي هذه المنطقة تزرع أنواع من القمح والشيلم والشوفان ويعتني الأهلون بتربية الحيوان، وبذلك أصبحت تكون امتدادا لنطاق الزراعة في الفولجا الأعلى.
أما المنطقة الثانية ففي حوض لينا الأوسط حيث كان الياكوت يقومون برعي الرنة والأبقار، وقد أمكن هنا استنباط أنواع من القمح المقاومة للصقيع، ولكن العقبة الرئيسية هي جفاف الصيف، ومع ذلك فقد تمت عملية استصلاح وزراعة 250 ألف فدان في أواسط ياكوتيا، وإلى جانب ذلك فإن تربية الحيوان في مراعي علمية جماعية واسعة، يمكن أن يعد أكبر نجاح في هذا الإقليم، فلقد استغل السوفيت التقليد الرعوي القديم عند الياكوت، وطعموه بأنواع منتقاة من الماشية، والكثير من الإرشاد العلمي بشأن طرق ووسائل رعي الحيوان، وخاصة الرنة.
وتعيش الرنة بأعداد تبلغ بضعة ملايين في مناطق مختلفة من سيبيريا، وتتجه التنمية الزراعية والخطط الاقتصادية والغذائية إلى الاستفادة من هذه الأعداد الكبيرة استفادة علمية واسعة، وذلك بالإرشاد والتحسين عند الكثير من القبائل من كمتشكا إلى رأس ديزينيف في أقصى الشمال الشرقي، إلى الينسي والأوب في الغرب، بالإضافة إلى مجموعة اللاب السوفيتية في شمال شبه جزيرة كولا.
الفراء
وأخيرا فإن الاتحاد السوفيتي ما زال أكبر مصدر للفراء في العالم، كما كان الحال منذ أزمان بعيدة، ولا يزال حيوان الفراء يكون مصدرا هاما للدخل النقدي عند كثير من قبائل الشمال السوفيتي - الموطن الرئيسي لحيوان الفراء، ولكن نظرا للإسراف الطويل المدى في صيد الحيوانات ذات الفراء الثمين كالثعلب الفضي والقاقم - الأرمين، فإن الدولة قد وضعت سياسة خاصة للمحافظة على هذه الثروة من الانقراض، كما أنشأت مزارع لتربية حيوان الفراء، وقد انتشرت هذه المزارع بكثرة في مناطق عديدة من الشمال السوفيتي. (6) النقل والصناعة في الشمال السوفيتي
إن الاختلافات الجوهرية التي تظهر بين الشمال الأوروبي والآسيوي في الاتحاد السوفيتي تنعكس بوضوح لا مزيد عليه في حركة النقل وكميات البضائع وخطوط المواصلات الحديثة.
فالشمال الأوروبي الآن تغطيه شبكة جيدة من خطوط المواصلات - طبعا بالقياس إلى سيبيريا، ولا شك أن ذلك يرتبط أيضا بكثافة السكان والنشاط الاقتصادي.
صفحة غير معروفة