وظن الشعب أنها الأسئلة.
أما الطقس.
فكان باردا وجافا، أو كما كان.
صنم
طفل جميل يحبه الجميع، يهشون عند لقائه إلا أنا؛ فقد كنت أمقته مقتا حامضا، وأرجو أن لا تسألوني لماذا، فربما لأنني لا أجد سببا لكرهي له، أو لأن جدلية الكره والمحبة مسألة شخصية، دقيقة الخصوصية، ثم هل هناك حجر في أن أكره من أشاء؟!
قيل إن لهذا الطفل سمات الملائكة، لا يهمني ذلك، كما أنه ليس هناك رابطة بين هذا وأن يسموني في الخفاء: الصنم.
أمه هي أمي.
ما إن يسمع وقع خطاي على الأرض يهف للقائي فرحا، يصرخ وتتسع عيناه السنجابيتان ويهز كتفيه بطريقة طائر البطريق، ثم يصيح: صمم، صمم.
يحبني أكثر ممن خلق الله جميعا، تخيلوا أن يحبك طفل أكثر من أمه! إلا أنني كنت أبادله حبه، قليلا وشنفا، وجذله غما، وأنتهز فرصة الخلو به لأقرصه على شحمة أذنه بوحشية غارسا أظافري المتسخة فيها، وقد أزلقه من على «العنقريب» ليستلقي على الأرض صارخا، مادا إلي يدين غضتين، متوسلا أن آخذه لأجلسه قربي. أرجوكم أيضا لا تسألوني لماذا يحبني بهذا القدر؛ لأنني لا أقول لكم سوى أن المسافة ما بين البغض والوله كالمسافة ما بين الريح ودوراتها، ربما كان ريحي وأنا دوراته، أو كان العكس، فكنت ريحه ... فلقد قرأت: «بقدر حب الرب لنا ... عذابه.»
لا، ليس هنالك وقت لمسائل عينة ما ذكرت، المهم، كذلك لا داعي أن أقص عليكم فنون تعذيبي له، فتخيلوا أوحش ما يمكن أن يناله طفل من شخص مثلي.
صفحة غير معروفة