شوفه
«الكشة، الكشة ...»
1
احتياطي مركزي، أمن الدولة، بوليس المطافئ، جند القوات المسلحة، مخبرون سريون، المباحث الجنائية، الهجانة، الشرطة العسكرية، جند خاص مختبئة أعينهم خلف نظارات معتمة، فرقعة السياط، كعكعة العصي، تفتفة البصاق المدمى «أي أية» الغرباء وصرخاتهم العميقة المتبعة. - يا زول اعمل حسابك. «عملت حسابي»، في الريح أيضا عملت ساقي، أطلقتهما، وانطلق خلفي كلب بوليسي أغبش ضخم، خلفه انطلق سيده وسيدي الشرطي.
في حقيقة الأمر، كنت خائفا من الشرطي أكثر مما أنا خائف من كلبه؛ «لون الكلب أغبش.
لوني لون التراب.
عيناه حمراوان ضيقتان، عيناي ...
بنباحه بحة خفيفة، بصوتي أيضا بحة، لن يطلق النار علي.»
شوارع الخرطوم مليئة بالمارة، لكنه سينسؤني بهراوته الغليظة على أم رأسي، أصرخ، ثم ينسؤني فأصرخ أتأوه، ينسؤني، أسقط مغشيا علي، يركلني على بطني بمقدمة «بوته الحديدية»، ولأنني مصاب «بفتق» في سرتي لي أسبوعان فقط منذ أن غادرت المستشفى للمرة الثانية في نفس الشهر؛ فإنني - حتما - سأموت. - اصح يا عبد الله المدعو موسى. - من أنتما؟ - أنا «منكر» عبد الله خلقني من الأسئلة. - أنا «نكير» عبد الله خلقني من الأسئلة. - ماذا تريدان؟ - نسألك ما لك وما عليك ... - ما كسبت يداك. - لماذا تهرب من الشرطة، الاستخبارات العسكرية، الاحتياطي المركزي، الكلاب المعاونة إلى آخره إلى آخره؟ - هل أعتبر أن هذه محاكمة؟ - نحن نسأل فقط.
لو تأكدت أن الشرطي - جماعته من العسكريين والأمنيين والكلاب - لن يؤذيني، ضربا بهراوته، ثم رفسا برجله في بطني فاتقا بذلك «عمليتي الجراحية»؛ لاستسلمت له. - سجل أنه مبرراتي. - لقد أرهقت الكلب المعاون.
صفحة غير معروفة