156

على باب زويلة

تصانيف

وردهما الزحام خطوات إلى الوراء، وازداد صراخ الناس وارتفعت ضجتهم إلى عنان السماء، واستجمع الشيخان قوتهما الذاهبة ومضيا في طريقهما يشقان الزحام، لا يكادان ينظران إلى أحد من الناس أو يريان غير طريقهما، ولا يكادان يسمعان ...

وبلغا باب زويلة بعد نصب ومشقة ...

وكان على الباب جسد معلق قد شدت حول رقبته الحبال، وتعلقت به أنظار الناس وارتفع بكاؤهم إلى السماء!

وهتف كلا الرجل والمرأة في وقت معا: ولدي طومان!

وتعلقت به أعينهم كأنما ينتظران رد الجواب، وكانت عيناه مفتوحتين كأن قد رأى وسمع وعرف أباه وأمه، وكانت شفتاه منفرجتين كأنما يرسل إليهما ابتسامة رضا واطمئنان ...

وهتفت المرأة ثانية: ولدي!

وخيل إليها كأنما سمعت جوابه، فانفلتت من يد صاحبها.

وكان على الباب جسد معلق قد شدت حول رقبته الحبال.

عجلى تحاول أن تشق الزحام لتصعد إليه، ولكنها لم تصعد، بل سقطت مغشيا عليها في ظل جسد مشدود بالحبال يترجح في الفضاء ... ثم استفاقت!

وملأت نوركلدي عينيها من ولدها كما تمنت، وأسمعته نداءها، فهل رآها طومان باي وأسمعها نداءه؟

صفحة غير معروفة