على أن المنية لم تلبث أن اخترمتْ والده في الثامنة والثلاثين من عمره تقريبًا فترك ولده صبيًا لم يبلغ الحادية عشرة من عمره، وبذلك ذاق الحافظ المنذري مرارة اليتم وهمومه، وقد استمر الحافظ المنذري في العناية بهذا الشأن، فحضر مجالس العلماء، وأنصت إليهم وأخذ عنهم، ولازم الإمام الحافظ أبا الحسن علي بن المفضل المقدسي المتوفى سنة ٦١١ هـ، فقرأ عليه الكثير، وانتفع به انتفاعًا عظيمًا، وبه تخرج (١).
ثالثًا: أهم شيوخه:
تلقى المنذري ﵀ علمه الغزير، وثقافته الواسعة، على يد جمع غفير من العلماء والشيوخ، لازمهم وأخذ عنهم واستقى من نبعهم الفياض ومعينهم الصافي، وحفظ على أيديهم كثيرًا من المتون.
"وبالغ في الاعتناء بسماع الحديث، فسمع من جماعة كبيرة، ورحل من أجل ذلك إلى العديد من البلاد الإسلامية حيث مراكز الثقافة والعلم، وهو في كل ذلك يقيد ويستفيد ويناظر الشيوخ، وأجاز له طائفة كبيرة من مختلف البلدان الإسلامية" (٢).
ومن أهم شيوخه:
١ - أبو الثناء حامد بن أحمد بن حمد الأنصاري الأرتاحي ت سنة ٦١٢هـ (٣).
٢ - الحسن بن علي بن الحسين الأسدي المعروف بابن البن ت سنة ٦٢٥ هـ (٤).
٣٩ - أبو نزار ربيعة بن الحسن بن علي اليماني الذماري ت سنة ٦٠٩ هـ (٥).
_________
(١) انظر: السير ٢٣/ ٣٢٠، طبقات الشافعية الكبرى ٥/ ١٠٨.
(٢) انظر: مقدمة التكملة ١/ ٢٠.
(٣) له ترجمة في التكملة ٢/ ٣٢٦.
(٤) له ترجمة في التكملة ٣/ ٢٢٧، الشذرات ٥/ ١١٧.
(٥) له ترجمة في التكملة ٢/ ٢٥١، وتذكرة الحفاظ ٤/ ١٣٩٣.
1 / 16