وعن ابن عباس رضي الله عنهما: إن الله تعالى أوحى إلى دانيال عليه الصلاة والسلام، أن احفر لعبادي نهرين واجعل مفيضهما البحر، فقد أمرت الأرض أن تعطيك فأخذ خشبة يجرها في الأرض، والماء يتبعه وكلما مر بأرض يتيم أو أرملة أو شيخ ناشده الله تعالى فيحيد الماء عنهم، قيل: دجلة والفرات من ذلك، ودجلة نهر مبارك، كثيرا ما ينجو غريقها.
(حكي) أنهم وجدوا فيها غريقا فأخذوه فإذا فيه رمق، فلما رجعت إليه نفسه سئل عن حاله، وكان من موضع وقوعه إلى موضع نجاته مسيرة أيام.
(نهر الذهب بالشام) يزعم أهل حلب أنه وادي بطنان، ومعنى قولهم:
(نهر الذهب)؛ لأن جميعه يباع أوله بالميزان وآخره بالكيل، فإن أوله تزرع عليه الحبوب وتغرس عليه الأشجار، وآخره ينصب إلى بطيحة فرسخين ينعقد ملحا، والعجب من هذا النهر أنه لا يضيع منه شيء بل يباع كل الذهب.
صفحة ١٦٤