فقالت متمادية في تحديها لي: ولكنك تشجعينه وأنت راضية!
فلوح أمنحتب الثالث بيده مهددا وقال: سأخيره حال عودته بين الطاعة وبين الحرمان من ولاية العهد!
ورجعت إلى أحزاني مشفية على اليأس، ولكن تي أيقظتني في صباح اليوم التالي، ثم همست في أذني: مات الملك يا مولاتي.
وثقل قلبي بالحزن، وجعلت أتساءل: ترى هل نفذ الملك وعيده قبل وفاته؟ وهل يمكن أن تضحي تيى بابنها المعبود؟! وفي الفترة التي حمل فيها الجثمان إلى دار التحنيط استدعتني الملكة، وقالت لي وهي ترمقني من خلال عينيها الحمراوين من أثر البكاء: اعلمي أن الكهنة اقترحوا علي المناداة بسمنخ رع أو توت عنخ آمون ملكا على أن أتولى الوصاية على العرش.
لم أشك في تلك اللحظة في أنها أنزلت بي عقابها بكل ثقله وعنفه، فقلت مستسلمة لقدري: قرارك دائما يصدر عن حكمة، وإني به راضية!
فتساءلت بقسوة: أتنطقين عن صدق؟
فأجبت بهدوء اليأس: وماذا أملك سوى ذلك؟
فقالت بحدة: غلب الحب الحكمة، فرفضت الاقتراح!
فتنفست بعد غرق، وأعياني الكلام، فسألتني ساخرة: سعيدة؟
فقلت بأمانة: نعم يا مولاتي؛ فإني أمقت الكذب! - هل تعدينني بالدفاع عن العقل والتقاليد؟
صفحة غير معروفة