كانت فكرة رائعة. عثرنا على زجاجات وعبوات فارغة ربطناها بعضها ببعض لصنع سترات نجاة بدائية، ثم ارتديناها لعلنا ننجو إذا انجرفنا من فوق السفينة. وما كانت هذه السترات لتصلح للسباحة وقتا طويلا، لكنها قد تنجينا لحظة أو لحظتين إضافيتين. عثرنا أيضا على أعواد ثقاب، وسكاكين، وحبل، وغيرها من الأشياء المفيدة كي نحملها تحسبا لأن نحتاجها. استطاع فريتز وإيرنست وجاك وفرانز أن يخلدوا إلى النوم الآن على ظهر السفينة المحطمة، فيما سهرت أنا وزوجتي طوال الليل نراقب العاصفة.
أخيرا عندما طلع النهار رأينا أن السماء بدأت تصفو وأيقظنا الصبيان الذين اندهشوا لدى علمهم بأن رفقاء السفينة هجرونا في قوارب النجاة، لكننا هدأنا من روعهم.
بكى الأولاد: «لكن يا أبانا! ما الذي حدث للجميع؟ هل رحل جميع البحارة؟ لماذا تركونا؟»
قاطعهم فريتز: «لا بد أن نسبح إلى الشاطئ الآن.»
قال إيرنست: «أظن أنه يجدر بنا أن نصنع طوفا ونستخدمه للوصول إلى الشاطئ بأمان. قد لا تفي أحزمة الطفو بالغرض.»
أجبت: «دعونا نتفقد أولا بقية السفينة لنرى ما يمكننا العثور عليه. لنلتق هنا مرة أخرى ومعنا ما نراه مفيدا.»
ذهب فرانز، أصغر أبنائي الذي كان في السابعة من العمر فحسب، باحثا عن صنارات، وذهبت زوجتي كي تطعم الحيوانات الموجودة على متن السفينة وتهدئ من روعها لأنها كلها كانت مذعورة. وانطلقت بقيتنا للعثور على ما تطاله أيدينا؛ ذهب فريتز للعثور على أسلحة، وبحثت أنا عن المياه العذبة، وذهب جاك إلى مقر القبطان.
فتح جاك الباب وفوجئ بكلبين مبتهجين يقفزان نحوه في فرح لأنهما وجدا من ينقذهما. أخذا يلعقان جسمه كله، فامتطى جاك أكبرهما بزهو إلى حيث كنت. اجتمعنا كلنا وتفقدنا كل ما عثرنا عليه.
عثر فريتز على بنادق، وبارود، ورصاص. وأتى إيرنست بمسامير، ومنشار، وفأس، ومطرقة، وامتلأت كل جيوبه بأدوات أخرى. أما فرانز الصغير فقد عرض في زهو صندوقا مليئا بعقاف الصنارات، التي أخبرته أنها أهم شيء. أخبرتنا زوجتي أنه يوجد على متن السفينة حمار وبقرتان، وعنزتان، وستة من الضأن، وكبش، وسرب من الدجاج، وديك، وخنزيران.
اقترح جاك العثور على بعض البراميل كي نطفو بداخلها إلى الشاطئ. ويمكن استخدامها لبناء طوف لنا جميعا. قطعت البراميل بالمنشار كل منها إلى نصفين فصار عددها ثمانية. ثبت أنصاف البراميل معا بألواح كبيرة، فصنعنا ما يشبه قاربا من الأحواض. وثبتنا بكرات صنعناها من الأعمدة المقطوعة تحت القارب، وتمكنا من صنع رافعة تنزل القارب إلى الماء. أوثقنا القارب بسفينتنا المحطمة ثم حملناه بكل أدواتنا، وطعامنا، ومياهنا، وكل شيء آخر وجدناه قد يكون نافعا. وعندئذ عثرنا على بعض المجاديف لنجدف بها إلى الشاطئ. وبعد قضاء يوم منشغل في إعداد الطوف، حل الظلام مرة أخرى فانتظرنا في توتر في الظلام راجين ألا تعصف بنا عاصفة أخرى. وعند الصباح استعددنا للتجديف إلى الشاطئ.
صفحة غير معروفة