سألت جيني: «وماذا عمن سيرحلون منا إلى إنجلترا؟»
ردد فريتز: «أجل، ماذا عنا؟» فعرفت عندئذ أنه ينوي الرحيل، ورأيت أنه سيكون سعيدا.
فرددت قائلا: «مرحى لكما!»
قال جاك: «سأمكث أنا في الجزيرة، وبرحيل فريتز سأكون أمهر راكب حيوانات وأمهر رام في الجزيرة!»
تعالت ضحكات الجميع لدى سماع هذا، وسألت فرانز عن رغبته.
أجاب فرانز: «أنا الأصغر وأظن أنه يجدر بي الذهاب إلى سويسرا القديمة للالتحاق بالمدرسة، لكنني سأعود في الوقت المناسب.» صفقنا كلنا لدى سماع هذا ورأينا أنها فكرة رائعة. قطعا سننعم كلنا بالسعادة.
أمضينا الأيام التالية نجهز أولئك الذين سيمكثون وأولئك الذين سيرحلون. كان من المقرر أن يقطن آل وولستون وابنتهم منزلا هنا، وقد تحدثنا كلنا عن كيف سيخبر القبطان الناس في الوطن عن أرضنا، وعندئذ سيأتي مستوطنون جدد إلى أرضنا كي تصبح مستوطنة بحق، فهذا هو أقصى ما نحلم به.
وقبل أن يرحلوا أخبرني فريتز أنه يتمنى الزواج من جيني، فباركت قراره. ودار حوار طويل مع كل من ابني وأخبرتهما أنني فخور بهما، والآن سيذيع صيتنا في أنحاء أوروبا وسيسمع الجميع عن مستوطنتنا الصغيرة.
وهذه هي مغامراتنا وكيف أصبحنا مستوطني سويسرا الجديدة. استمتعنا - نحن عائلة روبنسون السويسرية - بهذا الوقت أيما استمتاع.
طلبت من فريتز أن يأخذ مذكراتي اليومية لتخرج في صورة هذا الكتاب ليعطيه لكل الشباب في كل الأرجاء، فقد أردتهم أن يعرفوا أن العائلة يمكن أن تكون سعيدة مجتمعة مهما كان المكان الذي هم فيه أو الصعاب التي تجابههم. معا صنعنا وطننا ومكاننا في العالم. ففي أحضان العائلة نحن لسنا وحدنا أبدا.
صفحة غير معروفة