الأمر بتقوى الله وبالتواضع
فأول ما أوصي به نفسي وإياكم، وآمرها به وآمركم بتقوى الله عز وجل، والمخافة له في السر والعلانية. وآمركم أيها العمال بالتواضع لله، وترك الكبر على عباد الله، وأن تعرفوا أنفسكم وما منه خلقتم، وما إليه تصيرون؛ وكل ما أراكم الله سبحانه محنة وخيرا ازددتم لله تواضعا وشكرا، فإنكم إن فعلتم ذلك يحسن منقلبكم إلى خالقكم، وسلمتم غدا من عذاب ربكم.
الأمر بتعريف الرعية ما أوجب الله عليها
وآمركم من بعد ذلك بتعريف الرعية بحق الله، وتعليمها ما أوجب الله عليها من معرفته سبحانه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف الأكبر، والنهي عن المنكر والمظالم، وترك معاصي الله، والتعدي في أمر الله.
التحري في اختيار العمال
ثم آمركم أن لا تبعثوا خارصا، ولاتستعينوا في أموركم مستعانا، حتى تستحلفوه على كتاب الله: ليجتهدن وينصحن، ولا يحيفن على أحد من المسلمين ولا من المؤمنين، وعلى أنه إن التبس عليه أمر أو شك فيه جعل الميل في ذلك على أموال الله دون أموال عباده من بعد الاجتهاد لنفسه، والامتحان في ذلك لعقله.
صفحة ٧٤٥