فغضب عبد الله بن أبي بن سلول, وعنده رهط من قومه فيهم زيد بن أرقم, وهو يومئذ حديث السن. فقال عبد الله: أقد فعلوها؟ أقد كاثرونا ونافرونا في بلادنا؟! والله ما أعدنا وجلابيب قريش هذه إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك. أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ثم أقبل على من حضر من قومه فقال: هذا ما فعلتموه بأنفسكم, أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم/ أموالكم. أما والله لو أمسكتم عنهم بأيديكم لتحولوا إلى دار غيركم.
فمشى زيد بن أرقم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما سمع منه, وعنده عمر بن الخطاب, فقال: يا رسول الله مر به عباد ابن بشر فليضرب عنقه. فقال عليه السلام: كيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه؟.. لا, ولكن أذن بالرحيل.. [وذلك] في ساعة لم يكن رسول الله يرتحل فيها.
صفحة ١٢٣