قال علي: فقدمت عليهم فقلت: هل لكم أن تقبلوا هذا الحمل بما أصيب منكم من القتلى والجرحى، وتحلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ [قالوا: نعم]. قلت: هل لكم أن تقبلوا الثاني لما دخلكم من الجزع والفزع؟ قالوا: نعم. قلت: وهل لكم أن تقبلوا الحمل الثالث، وتحلوا رسول الله مما علم ومما لم يعلم؟ قالوا: نعم. قال: ودفعته إليهم، ثم قدمت على رسول الله فقلت: يا رسول الله! جعلت أديهم حتى إني لأدي ميلغ الكلب، وفضلت فضلة، فقلت: هل لكم أن تحلوا رسول الله- صلى الله عليه وسلم - مما علم ومما لم يعلم؟ قال: أقلتها لهم؟ قلت: نعم قال: هي أحب إلي من حمر النعم.
قال أبو الحسن: وإنما تجافى أبو بكر -رحمه الله- عن خالد بن الوليد حين قتل مالك بن نويرة, وقد أشار عليه عمر بن الخطاب -رحمه الله- بأن يقيده به, وشهد عنده أبو قتادة الأنصاري بإسلام مالك تورية من أبي بكر -رحمه الله- عن ذنب خالد واتباعا لرسول الله - صلى الله عليه - في التجافي عنه حين قتل بني جذيمة.
صفحة ١٠٤