حدثنا الغلابي قال: حدثنا عبد الله بن الضحاك قال: حدثنا هشام بن محمد عن أبي مسكين قال: كانت فاطمة بنت الخرشب من بني أنمار بن بغيض لها ضيافة وسؤود, وأولادها يقال لهم: الكملة فنزل بها رجل من العرب، فأطعمته، وسقته وفرشت له. فلما كان في بعض الليل لم يهجها إلا أخذه برجلها، فركضته/ برجلها. وقالت: ويلك ما بالك؟ قال: ما بالي والله إنك أطمعت، وسقيت، وفرشت، فأردت أن أنال منك. فقالت: قم يا أحمق، فاتك فقام وقال في نفسه: لا بد من أن تمتنع أولا. ثم دنا، فأخذ برجلها، فقالت: ويلك ما بالك؟ قال: هو ذاك. فقالت لجواريها: خذنه، فأخذنه، فشددنه كتافا حتى أصبح.
فلما أصبحت -وكان بنوها حولها مطنبون، وكان كل واحد منهم إذا دعته أقبل وفي يده السيف- بعثت إلى عمارة، وهو أكبرهم فقالت: ما تقول في رجل ضاف أمك الليلة، فأطعمته، وسقته، وفرشت له، ثم راودها عن نفسها؟/ فوثب إلى الرجل مغضبا فقال: أقتله، فقالت: انصرف، فلم يراجعها الكلام، وانصرف.
صفحة ٨٢