قال: ثم كتب عمر إلى زياد فقدم على عمر, فلما رآه جلس له في المسجد, واجتمع عنده رؤوس المهاجرين والأنصار. قال المغيرة: ومعي كلمة قد رفعتها لأحلم القوم. قال: فلما رآه عمر مقبلا قال: إني لأرى رجلا لن يخزي الله على لسانه رجلا من المهاجرين. قال المغيرة: وقمت إليه فقلت: لا مخبأ لعطر بعد عروس. وقلت:/ يا زياد! اذكر الله ومواقف يوم القيامة, فإن الله وكتابه ورسله وأمير المؤمنين قد حقنوا دمي إلا أن تجاوز إلى ما لم تر ما رأيت, فلا يحملك سوء منظر رأيته أن تجاوز إلى ما لم تر ما رأيت. فوالله لو كنت بين بطنها وبطني ما رأيت أين سلك ذكري منها. قال: فدفقت عيناه واحمر وجهه ثم قال: يا أمير المؤمنين! أما أن أحق ما يحق القوم فليس ذلك عندي, ولكني رأيت مجلسا قبيحا, وسمعت نفسا حثيثا. قال: قم إليهم فاضربهم, فقام إلى أبي بكرة فضربه ثمانين, ثم استتاب نافعا وابن معبد فتابا, واستتاب أبا بكرة, فقال: إنما تستتيبني لتقبل شهادتي؟ قال: أجل. قال: لا أشهد بين اثنين ما بقيت في الدنيا.
حدثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال: حدثنا ابن شبة قال: حدثنا علي بن محمد عن يحيى بن زكريا عن مجالد عن الشعبي قال:
صفحة ٧٧