قال: وكتب عبد الملك إلى عبد العزيز: ((قد عرفت حال الوليد في فضله وأدبه/ وموضعه من قلبي, فإن رأيت أن تجعل له ولاية العهد من بعدك فافعل)).
فكتب إليه عبد العزيز: ((قد فهمت كتابك -يا أمير المؤمنين- في الوليد، وما ذكرت من فضله وأدبه وموضعه من قلبك، وسألتني أن أجعل له ولاية العهد بعدي فاعلم -يا أمير المؤمنين- أنا نجد بأبنائنا كما تجد بابنك، وإن أمير المؤمنين مروان كان عقد لي ولك في يوم واحد، وقدمك علي للسن، فإن رأيت ألا يأتي أجل الوفاة علي أو عليك إلا وأنت لحقي عارف، وبأبي بار، ولي واصل، فوالله ما أدري ما بقائي وبقاؤك؟..)./ فلما قرأ عبد الملك كتابه بكى، ثم قال: صدق والله! ما أدري ما بقائي وبقاؤه؟ وإن يرد الله أمرا يكن. قال: فوالله ما بقي عبد العزيز بعد ذلك إلا سنة أو سبعة أشهر حتى مات. فدعا عبد الملك الوليد وسليمان فعقد لهما في يوم واحد.
وكان ابن قيس الرقيات عند عبد العزيز بن مروان بمصر في الوقت الذي كتب إليه عبد الملك يسأله العقد للوليد بعده. فقال ابن الرقيات في ذلك:
صفحة ٤٢٠