فلما رأى يزيد أن معاوية غير معاقب لعبد الرحمن عمل في هجاء الأنصار, كما شبب صاحبهم بعمته. فبعث إلى كعب بن جعيل التغلبي فقال له: اهج الأنصار, فقال له كعب: أرادي أنت بعد الإسلام إلى الكفر/ أأهجو قوما آووا رسول الله ونصروه؟ ولكني أدلك على غلام منا كافر ماهر يقال له: غياث بن غوث, لو مزج بشر لسانه ماء البحر لمزجه، يعني الأخطل، فوجه يزيد إلى الأخطل، فأمره بهجاء الأنصار فقال:
لعن الإله من اليهود عصابة ... بالجزع بين حلاحل وصرار
قوم إذا هدر العصير رأيتهم ... حمرا عيونهم من المصطار
ذهبت قريش بالسماحة والندى ... واللؤم تحت عمائم الأنصار
فذروا المعالي لستم من أهلها ... وخذوا مساحيكم بني النجار
صفحة ٦١