والوجه الثالث: قضاء خلق، وذلك قوله: { فقضاهن سبع سموات في يومين } [فصلت:12]، يقول: خلقهن في يومين، فأما أن يكون يقضي رب العالمين على خلقه بمعصية ثم يعذبهم عليها، فهذا محال باطل من المقال.
ثم قال: { هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت } [المائدة:60]، فتفسيرها على التقديم والتأخير. يقول: قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا، وجعل منهم القردة والخنازير خارج من الكلام.
ثم قال: { أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم{ ، بيانها في أولها حيث يقول: { يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم } [المائدة:41]، بعد ما كان من عصيانهم، ومن مخالفتهم للحق وأهله.
صفحة ١٠٢