الكفر
قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه:
الكفر في كتاب الله على معنيين:
أحدهما: كفر جحود وإنكار وتعطيل، وذلك قول الله سبحانه يحكي عن قوم من خلقه: { وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر } [الجاثية:24]، فهؤلاء الدهريون المعطلون، الزنادقة، الملحدون.
والكفر الثاني: كفر النعمة، وذلك قوله سبحانه: { وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد } [إبراهيم:7]، يقول: حكم الله لشاكر النعمة بالزيادة، ولكافر النعمة بالعذاب الأليم.
ثم قال: { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } [المائدة:44]، والكافر فهو كل من ارتكب معاصي الله وخالف أمره وضاد حكمه، فهو كافر لنعم الله معاند لله تجب البراءة منه والمعاداة له، كما قال الله سبحانه: { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم } [المجادلة:22]، فحرم الله موادة من كان لله عاصيا وله معاندا.
صفحة ٩١