فأجابه عبد النبي سليم قائلا: أنهي عقل بس اللي عاوزه؟ حد يكون في غيظه ويكون عنده عقل؟ إيه الكلام ده؟
فقال محمد يوسف: يا جماعة قولوا لي بس كنا يا ترى نسيبوهم يعملوا زي ما هم عاوزين والا إيه؟ ما ندافعوشي عن حاجتنا؟
فرفع محمد زهران لبدته من على رأسه، ونظر إلى السماء بعينين ملء جفونهما الدمع وصرخ: الله يخرب بيتك يا محمد يا شادلي، وييتم أولادك، ولا توعى تقوم من مطرحك، لإنك السبب في ده كله.
ثم خبأ وجهه في كفيه، وأخذ يبكي كالأطفال.
وفي هذه اللحظة أدرك الفلاحون خطورة موقفهم.
فقال محمد عبد النبي: آه ... يا خراب بيتي! مراتي بتطالع في الروح يا جماعة اعذروني ... يا ناس اعذروني.
فخرج من صدر كل من كان حاضرا تنهد عميق وسكتوا كأن على رءوسهم الطير.
فقال - بعد هنيهة - حسن محفوظ: يا جماعة دبرونا رايحين نعمل إيه؟ - نعمل إيه يا عم محفوظ؟ عملنا أسود على راسنا، بكرة يودونا في داهية.
فاقشعر بدن الجميع لهذه الجملة.
وكان بين المجتمعين شيخ في حدود التسعين من عمره مقعد، فقال لهم: اسمعوا يا ولادي كلامي واقبلوا نصايحي.
صفحة غير معروفة