صلى الله عليه وسلم
تكبيرة عرف أهل البيت من أصحابه أن عمر قد أسلم.» فتفرق أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم
من مكانهم وقد عزوا في أنفسهم حين أسلم عمر مع إسلام حمزة، وعرفوا أنهما سيمنعان رسول الله، وينتصفون بهما من عدوهم ...»»
هذه قصة إسلام عمر بن الخطاب، وهذا موضع ما فيها من الوعيد والإغراء ... خرج بالسيف ليقتل محمدا ولم يخرج عليه أحد من المسلمين بسيف، وقرأ صدرا من «سورة طه» ليس فيه ذكر للخمر والنعيم وهو:
طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * إلا تذكرة لمن يخشى * تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى * الرحمن على العرش استوى * له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى * وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى (طه: 1-7).
فلا جبن إذن، ولا طمع في إسلام عمر بن الخطاب، بل رحمة وإنابة واعتذار ... •••
ولم يكن في إسلام الفقراء الذين هم أقل من عمر ناصرا، وأضعف منه بأسا جبن ولا طمع؛ لأنهم تعرضوا بإسلامهم للسيف ولم يخضعوا للسيف حين أسلموا لله ورسوله، وما كفر الذين كفروا لزهد ولا شجاعة؛ فيقال إن الذين سبقوهم إلى الإسلام قد فعلوا ذلك لشغف بلذات الجنة، وجبن عن مواجهة القوة ... ولكنهم اختلفوا حيث تطلب طهارة السيرة وصلاح الأمور، فمن كان أقرب إلى هذه الطلبة من غني أو فقير، ومن سيد أو مستعبد فقد أسلم، ومن كان به زيغ عنها فقد أبى ... وهذا هو الفيصل القائم بين الفريقين قبل أن يتجرد للإسلام سيف يذود عنه، وبعد أن تجرد له سيف تهابه السيوف، وما يقسم الطائفتين أحد فيضع أبا بكر وعمر وعثمان في جانب اللذة والخوف، ويضع الطغاة من قريش، في جانب العصمة والشجاعة إلا أن يكون به هوى كهوى الكفار من قريش، في الإصرار والإنكار. •••
إنما نجحت دعوة الإسلام لأنها دعوة طلبتها الدنيا ومهدت لها الحوادث، وقام بها داع تهيأ لها بعناية ربه وموافقا أحواله وصفاته ...
فلا حاجة بها إلى خارقة ينكرها العقل، أو إلى علة عوجاء يلتوي بها ذوو الأهواء، فهي أوضح شيء فهما لمن أحب أن يفهم، وهي أقوم شيء سبيلا لمن استقام ...
صفحة غير معروفة