أن يعصمهم إن كان بهم عاصم، وإلا فلا تثريب.
58
ووضع عمر نظاما لتحصيل الجزية، وتصرف في وضعها على حسب الأمم والبلاد، فأعفى التغلبيين بالشام من الجزية، وفرض عليهم بديلا عنها ضعف صدقة المسلم؛ لأنهم أنفوا أن يؤدوها، وأزمعوا اللحاق بأرض الروم.
وكان له نظام اقتصادي يوافق مصلحة الدولة في عهده، فكان يحض على التجارة، ويوصي القرشيين ألا يغلبهم أحد عليها؛ لأنها ثلث الملك. ولكنه أبقى الأرض لأبنائها في البلاد المفتوحة، ونهى المسلمين أن يملكوها على أن يكون لكل منهم عطاؤه من بيت المال، كعطاء الجند في الجيش القائم. وإذا أسلم أحد الذميين أخذت منه أرضه، ووزعت بين أهل بلده، وفرض له العطاء، وكان غرضه من ذلك أن تبقى لأهل البلاد موارد ثرواتهم، وأن يعتصم
59
الجند الإسلامي من فتن النزاع على الأرض والعقار، ومن فتن الدعة
60
والاشتغال بالثراء والحطام، وربما أغضى
61
عن كثير في سبيل الإعانة على تعمير البلاد بأهلها، فصفح عن أهل السواد «العراق» ليأمنوا البقاء فيه، مع أنهم حنثوا بالعهد، وعاونوا الفرس على المسلمين في أثناء القتال.
صفحة غير معروفة