قال عبد الله: «كيف عرفتها؟ وعلى من قرأت الطب؟»
قال سعيد: «تعلمته بالمزاولة على إمام الأطباء الشيخ محمد بن زكريا الرازي رئيس بيت الشفاء في بغداد، وهو الذي دبر مارستان الري وألف كتاب الحاوي الذي يعتمد عليه الأطباء اليوم في دار السلام.»
قال عبد الله: «صدقت، إن الرازي إمام أهل الطب، ولكنني أحسبه مات.»
قال سعيد: «نعم، إنه مات منذ بضع عشرة سنة. وقد جاء في كتابه المشار إليه وصف كاف عن هذه الحمى.»
قال عبد الله: «وما العلاج؟»
قال سعيد: «إنه يعالجها بالمفرحات وسماع الطيب من الحكايات، واللعب، والاستحمام بالماء الفاتر، والتمرخ بدهن كثير، والتغذية بما يبرد ويرطب.»
3
فقال الفقيه: «لله درك من طبيب نطاسي! إن العلاج سهل. أما المفرحات فهذه عابدة قريبة، وعودها رخيم، والحمام الفاتر سهل المنال.»
فأشار عبد الله إلى الغلام أن يعد له حماما فاترا، والتفت إلى سعيد، وقال: «سأدخل الحمام بعد قليل، ومتي خرجت منه تأمر عابدة أن تغنينا أغنية مفرحة.»
فنهض سعيد وهو يقول: «سأعود إلى الأمير بعد قليل ومعي عابدة. عجبا لها من فتاة، لها نفع كثير!»
صفحة غير معروفة