قال سعيد: «نحن اليوم ضيوفكم في بيت المنام.»
قال جوهر: «أعلم ذلك، وإنما أتيت لأخبرك أنها ستحضر المجلس وتسمع الغناء، وهي شديدة الولع بالصوت الرخيم، ولها دراية بالموسيقى، فهي تعزف على العود، وقد حفظت كثيرا من الشعر. ولما علمت اليوم بمجيء عابدة رأيت الغيرة قد دبت في عروقها، وأظنها تحب أن تزداد تعمقا في هذه الصناعة.»
قال سعيد: «تحب أن تتعلم الأشعار والغناء؟»
قال جوهر: «أظنها تميل إلى ذلك.»
قال سعيد: «فإذن أنت تعرف كيف يجب أن تجعلها تطلب من مولاها أن أعلمها الشعر. فهمت؟»
قال جوهر: «نعم يا سيدي، سمعا وطاعة، إني لا أنسى فضلك.»
فقطع سعيد كلامه قائلا: «هل أنت منقطع لخدمتها الآن؟»
قال جوهر: «أنا منذ بضعة أسابيع في خدمتها، وأراها ترتاح إلي وتطرب لمنظري وحديثي، لكنني أحسبها هذين اليومين في شاغل؛ إذ يندر أن تطلبني إليها، ولا أعلم السبب.»
قال سعيد: «لعلها غاضبة أو عاتبة أو خائفة؟»
قال جوهر: «لا أعلم، وربما عرفت السبب بعدئذ. هل تأذن بانصرافي الآن؟ فإني أخاف أن يستبطئوني ويطلعوا على خبري معك.»
صفحة غير معروفة