علي محمد الصباغ
مجلس مدينة طنطا
ملاحظات على حديث نجيب محفوظ
هذه الملاحظات سريعة على بعض ما جاء في حديث الأستاذ نجيب محفوظ ... من إنسان ينتمي بالعقيدة والعمل إلى ثورة يوليو 1952م، ويرتبط بفكرها ارتباطا عضويا.
أولا:
يقول الأستاذ نجيب محفوظ: «حين ننظر إلى ثورتنا نجد أننا يمكن أن نحكم عليها، ونحن مضطرون في نهاية من نهاياتها الحاسمة - يونيو 1967م - بأنها تجربة فاشلة ... أنزلت بالبلد هزيمة لم يسبق لها مثيل ... وقفت بنا على شفا الإفلاس ...»
ولو راجع أستاذنا صفحات التاريخ المصري، لتأكد أن هزيمة 1967م، تعد شيئا لا يذكر بجانب تحطيم الجيش المصري بأكمله في عهد محمد علي أمام تجمع أوروبي متعصب استطاع أن يملي شروطه بتحديد حجم الجيش المصري بحيث لا يخدم سوى أغراض الأمن الداخلي، وتكرر نفس الشيء في عهد الخديوي إسماعيل حيث استدرج الجيش المصري إلى حرب الحبشة ووقفت أوروبا وراء الإمبراطور المسيحي وتم لهم القضاء على الجيش المصري هناك.
بل إن التجمع الأوروبي تحت شعار الصليب ضد صلاح الدين، أعتبره - من وجهة نظري - بداية مخطط غربي ساري المفعول حتى الآن بتحديد حجم قوة مصر العسكرية وحصرها داخل ظروف محلية غير مواتية للانتشار حتى تشغلها عما يدور حولها في العالم وتبعدها عن التأثير في الأحداث.
ولماذا نذهب بعيدا والدولة الصهيونية التي تبنى الغرب مولدها في قلب الأمة العربية كالخنجر المسموم، ما هي إلا عميلة له، تخدم هدفه الأساسي بإجهاض القوة العسكرية العربية في مهدها وحصر انتباهها داخل حدودها بفعل الشعور بالخطر الصهيوني المتزايد.
وهناك عدة حقائق أخرى - في معرض الحديث عن هزيمة يونيو 1967م. (1)
صفحة غير معروفة