العباسة أخت الرشيد

جرجي زيدان ت. 1331 هجري
81

العباسة أخت الرشيد

تصانيف

سنية، ثم بلغ مولانا الرشيد من بعض العارفين أن الرجل لا يزال عازما على الخروج.»

فقطع الأمين كلامها وقال وهو يهز رأسه: «نعم، إنه ما يزال على سوء قصده، وهل تصفو قلوب أولئك العلويين لنا بعد أن بلغ العداء بيننا وبينهم إلى هذا الحد؟ ولا قلوبنا تصفو لهم.»

فقال جعفر: «ومن أدرانا أن الفضل لم يتواطأ مع صاحبه يحيى العلوي سرا على أمور تقضي بالتريث حينا إلى أن يخرجوا علينا جميعا؟»

فقال الفضل: «وهذا الذي فكر فيه أمير المؤمنين على ما يظهر؛ لأنه بعد أن أعطاه العهد عاد فأفسده كما ستسمعون.»

فأتمت الجارية كلامها وهي تنظر إلى الأمين: «نعم. إن مولانا الرشيد أفسد ذلك العهد - لا أدري لأي سبب - ولكنني علمت أن آل الزبير وشوا بذلك العلوي، فأمر أمير المؤمنين بالقبض عليه وحبسه. وأنتم تعتقدون الآن أنه في الحبس.»

فاستغرب الأمين قولها وقال: «لا بد من أن يكون هناك.»

قالت وهي تبتسم: «كلا يا مولاي. إنه الآن في طريقه إلى أهله.»

فصاح الأمين: «ماذا تقولين؟ ومن أطلقه؟»

قالت: «أطلقه الوزير جعفر.»

فقال: «وكيف ذلك؟ ما هذه الجرأة؟»

صفحة غير معروفة