تغير الحال
ثم قال الرشيد: «نسمع يا قرنفلة.»
فأخذت تضرب على العود وحدها وتغني، والرشيد يبالغ في استحسان صوتها حتى حسدتها رفيقاتها، وفيهن من كانت لها حظوة كبرى عند الرشيد، فسمع الخليفة لغطا وراء الستار أعقبه ضحك، فقال: «وعلى أي شيء يضحكن؟»
قالت صاحبة الستارة: «ضياء - إحدى القيان - تقول إن أمير المؤمنين معجب بقرنفلة
إلا صوتا أو صوتين تعودتهما، فإذا أمر أحد الشعراء بنظم بيتين تغنيهما ارتجالا اتضحت الحقيقة.»
فصاح الرشيد: «أحسنت، أحسنت. هات يا أبا العتاهية بيتا أو بيتين مما نظمته الآن.»
قال: «لبيك يا أمير المؤمنين. هل أقول وعلي الأمان مما ربما كان؟»
فاستغربوا سؤاله، ولا سيما الرشيد، ولكنه ظن أنه يقول ذلك من قبيل المجون خوفا من القيان، فقال: «عليك الأمان.»
قال: «وتجيزني يا أمير المؤمنين غير إجازة سائر الشعراء؛ لأني لم أقل الشعر من زمن بعيد؟»
فازداد الرشيد استغرابا لهذه الشروط، ولكنه ما زال يحسبه مازحا فقال: «ونجيزك.»
صفحة غير معروفة