قال: «كلا ... ولكن هذه السكين؟ كيف صارت في يدي؟ لم يكن معي شيء؟» فابتسمت رقية وقالت: «ألم تضربه بها؟»
فسألها متعجبا: «أضربه؟ أضرب من؟»
قالت: «الرجل الذي رفع عليك العصى.»
فقال وهو لا يزال يتعجب: «أضربه بالسكين؟»
قالت: «لقد وضعتها في يدك لهذا الغرض.»
فصاح وهو مذهول: «أنت وضعت السكين في يدي؟»
قالت: «بالطبع ... من كنت تظنه فعل ذلك غيري؟ لقد نزلت وخفت أن يراني الرجال فأطفأت المصباح، ولما رأيت أن الأمر متفاقم خفت، وكان الشيخ سعيد قد أخبرني أن الفلاحين يكرهونك لأنك شديد عليهم، فجريت وجئت بالسكين وتسللت في الظلام ووضعتها في يدك ... لم يرني أحد في الظلام ... ظنوني على الأرجح رجلا منهم.»
فقعد محمود ولم يستطع أن يقول شيئا وطال صمته، فهزته رقية وسألته: «ما لك؟»
فقال: «ما لي؟ الحمد لله على كل حال ... لو كان هناك نور ورأوا السكين؟ نهايته ... حصل خير.»
وقالت وهي مضطربة: «هل أخطأت؟ قل لي الحق ... لقد كنت خائفة عليك.»
صفحة غير معروفة