قلت: «نعم. وأجيبيني من غير أن تقاطعيني، وإلا جعلت نصف الساعة نصف دقيقة: كم عدد الجميلات الجديرات بالحب في هذه الدنيا الطويلة العريضة أو حتى في لبنان بمجرده؟»
فابتسمت وهزت كتفيها. فقلت لأستفزها: «أحسبك تريدين أن تقولي واحدة؟»
فأسرعت تقول: «لا لا لا ... كثير ...»
فقلت: «هذا حسن. فكم ينبغي أن أهب كل واحدة من عمري؟ واذكري أن عددهن غير محدود، وأن عمري محدود، وأن طرفي الطفولة والشيخوخة لا يحسبان، وأن كل ساعة تشهد مولد جميلة، وأن ...»
فقاطعتني محتجة: «ولكن هذا غير معقول ...»
فقطبت وسألتها: «غير معقول؟ ... ماذا؟»
قالت: «كيف تريد أن تحب النساء كلهن؟»
قلت: «وما المانع؟ أحب المرأة على العموم، وإن لم أعشق واحدة على الخصوص.»
قالت: «لست فاهمة.»
قلت: «دعي هذا ... ألست تعترفين بأن الجديرات بالحب لا آخر لعددهن؟ فكيف تريدين مني أن أخص واحدة منهن بحبي وأن أحرم الباقيات كأنهن غير أهل للحب؟ ألا يكون هذا غبنا لهن وتقصيرا مني؟»
صفحة غير معروفة