فسرت في بدني رعدة، فما تقول لي: «يا روحي»، إلا وهي تنوي أن تورطني في أمر خطير لا بد أن يزهق روحي، ولم يخطئ حدسي، فقد ذكرتني بأن لها قريبا تحبه ويحبها، ولكن وظيفته صغيرة، فخالها لا شك سيرفض أن يوافق على تزويجها له، وصحيح أن لها هي ميراثها، ولكن هذا لن يكون له تأثير في رأي خالها .
فسألتها، وأنا أحدث نفسي بأن وقوع البلاء أهون من توقعه: «لماذا تقصين علي كل هذا الذي أعرفه؟»
فقالت: «لأننا اتفقنا - أنا وأحمد - على أنك خير من يستطيع أن يساعدنا.»
فصحت بها: «كيف؟»
قالت: «لا تصح هكذا ... نعم أنت ... في وسعك أن تحمل خالي على الرضى.»
فكاد عقلي يطير ... ولي العذر ... والغريب أني ضحكت، بل قهقهت، ولكن هذا ليس غريبا، ألم يقولوا إن شر البلية ما يضحك؟
ولما استطعت أن أتكلم قلت: «آسف ... آسف جدا ... اذهبي إلى دكان آخر.»
قالت: «ولكنك تخيب أملي ... أملي وأمل أحمد.»
قلت: «إنك أنت التي خيبت أملي ... لم يبق في رأسك عقل. كيف تتصورين أن يكون في وسعي أن أذهب إلى هذا الوباء - معذرة - وأقنعه أنا ... أنا ... أقنعه بأن أحمد كفء لك، وأحمله على الرضى به؟ هل جننت؟ إن خالك لا يطيق أن يرى وجهي ... يعتقد أني لص ... مجرم بطبيعتي.»
فأدهشني أن أسمعها تقول: «هذا هو الذي يجعلك أقدر الناس على مساعدتنا.»
صفحة غير معروفة