البستان الجامع لجامع تواريخ أهل الزمان
محقق
عمر عبد السلام تدمري
الناشر
المكتبة العصرية للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
وأهل الضواحي، فشَكَوا إلى رسول الله ﷺ، فقال بيده: "حوالينا ولا علينا"، فانقطع الشتاء عنهم، وصار حول مدينة يثرب مثل الخيمة، فقال رسول الله ﷺ: "أين أبو طالب عن مثل هذا اليوم"؟
فقال أبو بكر ﵁: كأنك يا رسول الله نظرتَ إلى قصيدته اللاميَّة:
وأبيضَ يُستسقَى الغمامُ بوجهه. . . ثِمالُ اليتامى عِصمة للأراملِ (١)
فقال رسول الله ﷺ: "نعم يا أبا بكر".
وقيل: إنّ النجوم تساقطت في هجرته يومًا كاملًا.
وغسّله علي صلواتُ الله عليه، والعباس، والفضل، وقثم ابناه، وأسامة، وشُقران مولياه. وكان علي ﵇ يسنده إلى صدره، والعباس وابناه يقلبون الماء ويقلبونه. ثم أنزله ﷺ في لحده عليّ ﵇، والفضل، والعباس (٢).
ويقال: إن المغيرة بن شُعبَة طرح خاتمه في القبر، قال:/ ٣٣/ وقع خاتِمي، فنزل وأخذه، فكان يقول: أنا أحدث الناس برسول الله ﷺ. فكان علي يقول: كذب المغيرة، [قثم أَحدَثنا عهدًا به] (٣).
وقبره بالمدينة، ﷺ، في بيت عائشة ﵂.
_________
(١) البيت من قصيدة في: السِّيَر والمغازي ١٥٦، وسيرة ابن هشام -بتحقيقنا- طبعة دار الكتاب العربي، بيروت ١/ ٣٠٥ - ٣١١، وتاريخ الإِسلام (السيرة النبوية) ١٦٢، ١٦٣.
(٢) راجع في الغسل: صحيح البخاري ٥/ ١٤٤ في المغازي، ومسلم (٢٣٤٧) في الفضائل، ومُسند أحمد ٢/ ٢٦٧، وسنن أبي داود (٣١٤١) في الجنائز، وسنن ابن ماجه (١٤٦٧) في كتاب الجنائز، باب ما جاء في غسل النبي ﷺ، وطبقات ابن سعد ٢/ ٢٧٧، وتاريخ الطبري ٣/ ٢١١، وأنساب الأشراف ١/ ٥٦٩، والإنباء ١٢٦، وتاريخ الإِسلام (السيرة) ٥٧٤، ٥٧٥.
(٣) في الأصل: "قثم ابناه أحدثنا به" والمثبت عن: الإنباء ١٢٦، والسيرة ٤/ ٣١٦.
1 / 88