249

البستان الجامع لجامع تواريخ أهل الزمان

محقق

عمر عبد السلام تدمري

الناشر

المكتبة العصرية للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

وفيها هرب المتنبّي الشاعر إلى العراق.
وكان لهروبه سبب عجيب، وذلك أنّ الشعراء كلّ عيد يحضرون مجلس كافور، فسأل عنه، فقالوا: ما ندري أين هو. فقال كافور: امضوا إلى بيته وسلوا عنه، فمضوا، فقيل لهم: له ثلاثة أيام غائب في الريف، وفتحوا الباب فلم يَلقَوا فيه أحدًا (١).
وكان رجل بإزاء دارٍ لكافور فقال: قد أعطاني، يا أيّها الأستاذ، رقعةً وقال لي: سلِّمْها إلى الأستاذ وقُل له: قد قضيت الحاجة. فأخذها كافور ولم يفتحها وأحرقها في الشمعة، وقال: لعن الله من أقعدنا عن حقّه. وقال لبعض كُتابه في تلك الساعة: أما سمعتم المتنبّي (واقفًا) (٢) يقول:
عدوُّك مذمومٌ بكل لسان ... ولو كان من أعدائك القمرانِ
وللَّه سِرٌّ في عُلاك وإنّما ... كلام العِدَى ضربٌ من الهذيانِ (٣)
قالوا: بلى. قال كافور: فقد اعترف أنه عدوّ لنا (٤) والحمد لله (٥).
سنة ثلاثماية وإحدى وخمسين
فتح نقفور (٦) ملك الروم حلب، وأحرق المصاحف، وهدم دار علي بن حمدان التي داخل باب الجِنان، وحمل سقفها إلى بلد الروم [مع] (٧) منبر الجامع (٨).
واعتصم سيف الدولة بقِنّسرين (٩).

(١) في "أ": "أحد".
(٢) من "ب".
(٣) البيتان في ديوان المتنبي، بشرح العكبري ٤/ ٢٤٢.
(٤) في "ب": "اعترف بأنه عدو هذا".
(٥) قارن بما في: المقفّى الكبير للمقريزي ١/ ٣٨٧٥، ٣٧٦، وليس فيه بيتا الشِعر. والرجل الذي أطلع كافور على الرُقعة هو: أبو بكر الفرغاني أحد جُلسائه.
(٦) في "ب": "يغفور".
(٧) من "ب" والدرّة السنية.
(٨) خبر حلب في: تاريخ الأنطاكي ٩٧ - ٩٩، وتجارب الأمم ٢/ ١٩٢ - ١٩٤، وتكملة تاريخ الطبري ١/ ١٨١، ١٨٢، والإنباء ٣٤٣، وزبدة الحلب ١/ ١٥٨، ١٥٩، وتاريخ حلب ٣٠٠، وتاريخ الزمان ٦٦، والمنتظم ٧/ ٤٧ (١٤/ ١٤٠، ١٤١)، والكامل ٧/ ٢٣٧ - ٢٣٩، وتاريخ ميخائيل السرياني ٣/ ٩٧، وتاريخ مختصر الدول ١٦٨، ١٦٩، والمختصر في أخبار البشر ٢/ ١٠٣، ١٠٤، ونهاية الأرب ٢٦/ ١٤١، ٢١٤٢، والدرّة السنية ٤٠٧، ودول الإسلام ١/ ٢١٧، وتاريخ الإسلام (٣٥١ هـ) ٧، ٨، والعبر ٢/ ٢٨٩، وتاريخ ابن الوردي ١/ ٢٨٩، والبداية والنهاية ١١/ ٢٣٩، ٢٤٠، ومآثر الإنافة ١/ ٣٠٥، والنجوم الزاهرة ٣/ ٣٣٢، وتاريخ الأزمنة للدُوَيْهي ٦٣.
(٩) الدرّة السنية ٤٠٨.

1 / 253