و"هدم الرشيد سور الموصل ودخلها، وكان قد حلف أنه يقتل كل من رآه بها، فلم يظهر أحد واختفوا، فبَرّ في يمينه" (١).
و"حجّ هارون الرشيد ماشيًا حافيًا، وكان يقف حول البيت على الحصباء وينادي: يا رب، أنت أنت، وأنا أنا، أنت العزيز، وأنا الذليل. فقال ابن شقيق البلْخي لأبيه: يا أبتِ من هذا؟
فقال: يا بُنَيّ هذا جبار الأرض يتضرّع إلى جبّار السماء" (٢).
ويأتي المؤلّف على عدّة أخبار نادرة في عهد الخليفة "المأمون"، منها: "وقع جوعٍ شديد بفلسطين".
"واعتلت كنيسةُ القُمامة على بيت المقدس. فجعل توما الراهب يبني فيها قليلًا سرقة، فلما ورد عبد الله بن طاهر من مصر يريد العراق، رفع إليه المسلمون في النصارى وقالوا: تقدّموا بالقُمامة وجدّدوا بها، وكانت ضيّقة فزادوا فيها، فأحضر عبد الله توما الراهب وجماعة من النصارى فحبسهم وضربهم وجنّاهم ثلاثة آلاف دينار".
و" .. عصا أهل تَيْماء، فبلغ المأمونَ، فأرسل إليهم المعتصمَ، فقتل أكثرهم" (٣).
و"ورد عبد الله بن طاهر وزير المأمون إلى الشام بهدم حصونه، وهدم حصون المَعَرّة" (٤)، و"غزا المأمون، وكتب بالتكبير إلى كل مصر عقيب الصلاة".
و"أمر المأمون بنقْب أحد الهرَمَيْن بعد جَهدٍ شديد وعناء طويل، فوجد داخله بيتًا مهراقًا يهول أمره، ووجد في أعلاه بيتًا مكعّبًا، طول كل ضلع من أضلاعه ثمانية أذرُع، وفي وسطه حوض رُخام مُطبَق، فلما كُشِف وجد فيه رُمّةً بالية، وقُدّرت الموتة فكانت عظيمة، فأمر المأمون بالكفّ عمّا سواه".
و"نافق أهل البُشْمُور، واستفتى فقيهًا مالكيًّا يقال له "ابن مسكين" في قتالهم، فقال: لا يحلّ لك. فقال له المأمون: أنت تَيْس، ومالِكُ أتْيَسُ منك، إذا خرج الناس على الإمام أليس له قتالُهُم؟ فكيف إذا كانوا ذمّة. فخرج إليهم فقتل أكثرهم".
و"عند قدومه من مصر أمر بحدّ بِشْر المريسيّ قاضي بغداد قذف أبا بكر، وعمر، ﵄، فحدَّه اثني عشر حدًّا وهو مشبوح، فقال له المأمون: لا
_________
(١) البستان - ورقة ٨١ - سنة ١٧٨.
(٢) البستان - ورقة ٨١ - سنة ١٨٠ هـ.
(٣) البستان- ورقة ٨٩ - سنة ٢٠٤ هـ.
(٤) البستان - ورقة ٩٠ - سنة ٢٠٨ هـ.
1 / 21