وفي حوادث سنة ٤١٤ هـ، يروي أن رجلًا اصطاد بالجزيرة الخضراء من أعمال الأندلس جارية من البحر، وربط يديها ونكحها، فحملت منه ببنت شديدة الحُسن، وأنّ الجارية رمت بنفسها إلى البحر ومعها البنت، ثم ظهرت له بعد ثلاثة أيام وهي تمسك بصَدَفَة مُطبَقَة، فرمت بها إليه وغابت، فكان آخر العهد بها (١). وأورد "ابن أيبك" هذا الخبر في "الدّرّة المضيّة" نقلًا عن "ابن زولاق"، وفيه أنّ المولود كان ولدًا وليس بنتًا (٢).
إلّا أن أهمّية الكتاب تتمثّل في كثيرِ من الأخبار والمعلومات التي انفرد بها المؤلّف ولم نجدها في المصادر، مثل:
"فتح طاغية ملك الروم أنطاكية، وقصد الموصل فقتل مقتلة عظيمة، فاجتمع إليه في الجامع ثلاثون ألف خاتم القرآن" (٣).
وعن "أبي جعفر المنصور" يورِد نكتة لطيفة ونادرة:
" .. وكان أيام الفتنة مستترًا عند رجلٍ يُسمّى أزهر السمّاني، فلما ولي الخلافة دخل عليه فقال له: ما جاء بك؟
قال: جئت مهنّئًا.
فأعطاه اثني عشر ألف درهم وقال: لا تعُد تجيئني.
فأتاه بعد سنة، فقال له: ما جاء بك؟
فقال: جئت عائدًا.
فقال: لا شكّ أن الدَّراهم قد فرغتْ، فأعطاه اثني عشر ألف درهم. وقال: لا تعُد تجيئني مُهنّئًا ولا عائدًا، فما أعطيك شيئًا.
فجاء ثالث مرة، فقال: ما جاء بك؟
فقال: كنت سمعت عنك دعاءً، فجئت آخذُه عنك.
فقال له المنصور: إنه غير مستجاب. قال له المنصور: لأنّي قد دعوتُ الله به أن لا يقدَم بك عليّ، فجئتَ.
فصرفه ولم يُعطِه شيئًا" (٤).
_________
(١) البستان - ورقة ١٦٧، ١٦٨ - سنة ٤١٤ هـ.
(٢) الدرّة المضيّة - ص ٣١٧، ٣١٨.
(٣) البستان - ورقة ٧٠ - سنة ١٣٣ هـ.
(٤) البستان - ورقة ٧٧ - سنة ١٥٨ هـ.
1 / 20