كتاب البرصان والعرجان والعميان والحلان

الجاحظ ت. 255 هجري
77

كتاب البرصان والعرجان والعميان والحلان

الناشر

دار الجيل

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٠ هـ

مكان النشر

بيروت

أخذ مدية فوجأ بها جنبه ليموت فيستريح، فسال ذلك الماء، وذهب ما كان به من برص، فأقام أيّاما ثم دخل إلى قريش كما كان يدخل، فقال: لا همّ ربّ وائل ونهد ... واليعملات والخيول الجرد [١] وربّ من يسعى بأرض نجد ... أصبحت عبدا لك وابن عبد أبرأت منّي وضحا بجلدي ... من بعد ما طعنت في معدّي [٢] وقالوا: ممّن كشح بالنار: [٣] مسافر بن أبي عمرو بن أميّة بن عبد شمس، كان وفد على النعمان فسقى بطنه هناك، وأصابه وضح، فقيل للنّعمان: ليس له دواء إلّا الكيّ، وخبّروه بشأن أبي عزّة، فكواه فمات. وهو الذي قال عند الكيّ [٤]: قد يضرط العير والمكواة في النّار فأرسلها مثلا، فرثاه أبو طالب في كلمة له طويلة: ليت شعري مسافر بن أبي عم ... رو، وليت يقولها المحزون [٥]

[١] الرجز في المحبر ٣٠١، وعيون الأخبار ٤: ٦٧، واليعملات واحدتها يعملة، وهى الناقة النجيبة المعتملة. والجرد: جمع أجرد وجرداء، وهو القصير الشعر. [٢] المعد: الجنب والبطن، كمافي اللسان والقاموس (معد) . وفي عيون الأخبار: مع ما طعنت اليوم في معدى [٣] الكشح: الكي بالنار في موضع الكشح، وهو ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف، من لدن السرة إلى المتن. ومنه سمي المكشوح المرادي. وفي الأصل: «كسح» بالسين المهملة، تحريف. [٤] هذا قول في صاحب هذا المثل، كما في أمثال الميداني في باب القاف. وقال أيضا: «أول من قال ذلك عرفطة بن عرفجة الهزاني» وانظر قصة المثل فيه وفي الفاخر ٧١، ١٥٤، والأغاني ٨: ٩٤، والحيوان ٢: ٢٥٧. [٥] الأبيات في ديوان أبي طالب الورقة ٧ من مخطوطة الشنقيطي في ثلاثة عشر بيتا،-

1 / 87