272

البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف دارسة وتحقيقا

تصانيف

إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٧٨) قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (٧٩)﴾
﴿فَبَدَأَ﴾ الفاء جواب ما أخبر به مما تقدم، وبدأ إذا كان بمعنى الابتداء كان مهموزا، وإن كان بمعنى الظهور كان غير مهموز (١) ﴿بِأَوْعِيَتِهِمْ﴾ متعلق بـ بدأ ﴿قَبْلَ﴾ ظرف العامل فيه بدأ، ﴿ثُمَّ﴾ حرف عطف، ﴿اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ﴾ متعلق بـ ﴿اسْتَخْرَجَهَا﴾ والهاء في ﴿اسْتَخْرَجَهَا﴾ تعود على ﴿السِّقَايَةَ﴾ أو على الصواع وهو يذكر ويؤنث (٢)، ﴿كَذَلِكَ﴾ الكاف من ﴿كَذَلِكَ﴾ في موضع نصب (٣) أي: استخراجًا كذلك، فالإشارة بذلك: إلى ما ذكر من هذا التسبب ومصرف الأحوال، ﴿كِدْنَا لِيُوسُفَ﴾ اللام متعلقة بـ ﴿كِدْنَا﴾، والأصل في ﴿كِدْنَا﴾ كيدنا نقلت حركة الياء إلى الكاف، فسكنت الياء وبعدها الدال ساكنة، لاتصالها بالضمير المرفوع، فحذفت لالتقاء الساكنين، ﴿مَا كَانَ لِيَاخُذَ﴾، ﴿مَا﴾ حرف نفي، ﴿لِيَاخُذَ﴾ نصب بلام النفي، وهي متعلقة بفعل محذوف، وبتقديره: ما كان استقراره، ﴿لِيَاخُذ أَخَاهُ﴾ نصب بـ يأخذ، ﴿فِي دِينِ الْمَلِكِ﴾، ﴿فِي﴾ متعلقة بـ يأخذ، ﴿إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ في موضع نصب بـ يأخذ بتقدير: إلا بأن يشاء الله (٤)،
وحذفت الباء لطول الاسم بالصلة، ﴿نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ

(١) كان غير مهموز كان بمعنى الابتداء كان أوعيتهم متعلق بـ "بدأ" كذا في الأصل وفيه تكرار. ابن سيده، المحكم والمحيط الأعظم ت: ابن سيده عبد الحميد هنداوي، ط ١، (بيروت: دار الكتب العلمية،١٤٢١ هـ-٢٠٠٠ م) ٩/ ٣٨٣. الزبيدي، مرجع سابق، ٣٧/ ١٤٦.ابن دريد، مرجع سابق، ٢/ ٧١. ابن منظور، مرجع سابق، ١٤/ ٦٥.
(٢) ابن جني، المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها، مرجع سابق، ١/ ٣٤٥. الفيروزآبادى، القاموس المحيط، مرجع سابق، ١/ ٩٥٥.
(٣) النَّحَّاس، إعراب القرآن، مرجع سابق، ٢/ ٣٣٩.درويش، مرجع سابق، ٥/ ٢٩.
(٤) الخراط، مرجع سابق، ١/ ٣٩٢ ..

1 / 272