221

البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف دارسة وتحقيقا

تصانيف

دأبا يقرأ بتحريك الهمزة وإسكانها، فالإسكان أصل المصدر، والفتح من أجل حرف الحلق وهو الهمزة، والدأب العادة والملازمة (١)، ومنه قول امرئ القيس:
كَدَابِك (٢) من أُمّ الْحُوَيْرِث (٣) قَبْلَهَا ... وجَارَتِهَا أُمّ الرَّبَاب بِمَاسَلِ
أي كعادتك وقوله: ﴿فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ﴾ ما شرط، و﴿حَصَدْتُمْ﴾ مشروط به، ﴿فَذَرُوهُ﴾ جواب الشرط، والهاء منصوبة بـ "ذروه"، والهاء عائدة على ما، ﴿فِي سُنْبُلِهِ﴾ متعلق بـ "ذروه"، ﴿إِلَّا قَلِيلًا﴾ استثناء من الضمير، ﴿مِمَّا تَاكُلُونَ﴾ "ما" بمعنى الذي، ومن متعلقة بالاستقرار في موضع النعت لـ"قليل".
القولُ في القراءةِ:

(١) الفراهيدي، العين، مرجع سابق، ٨/ ٨٥. ابن دريد، مرجع سابق، ١/ ٣٠٣. الأزهري الهروي، تهذيب اللغة، مرجع سابق، ١٤/ ١٤٢.
(٢) ديوانه: ١٢٥ من معلقته المشهورة. ابن دريد، مرجع سابق، ٢/ ٦٨٨. الخطاب، جمهرة أشعار العرب، مرجع سابق، ١/ ١١٦.
(٣) أم الحويرث: هي" هر" أم الحارث بن حصين بن ضمضم الكلابي، وكان امرؤ القيس يشبب بها في أشعاره، وأم الرباب من كلب أيضا البغدادي، خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، مرجع سابق، ٢/ ٢٢٥. ومأسل: موضع. يقول: لقيت من وقوفك على هذه الديار وتذكرك أهلها كما لقيت من أم الحويرث وجارتها. (عن شرح المعلقات). القرطبي، مرجع سابق، ٤/ ٢٣.

1 / 221