البرهان المؤيد
محقق
عبد الغني نكه مي
الناشر
دار الكتاب النفيس
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
1408هـ
مكان النشر
لبنان
لا تقطعوا الوصلة مع العلماء جالسوهم خذوا عنهم لا تقولوا فلان غير عامل خذوا من علمه واعملوا به ودعوه وعمله إلى الله الأولياء رضي الله عنهم يأخذون الحكمة لا يبالون من أي لسان ظهرت وعلى أي حجر كتبت وبواسطة أي إنسان وصلت
﴿ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا﴾
الأولياء قناطر الخلق يعبر الموفقون عليهم إلى الله تعالى أولئك هم العاملون المخلصون الخالصون استخلصهم تعالى لعبادته وقربهم من حضرته فما حجب قلوبهم حجاب الغين طرفة عين أخرجوا البين من البين أقاموا طلاسم الكتم على الأسرار وقاموا الليل وصاموا النهار بعضهم غلب عليه الفكر وبعضهم غلب عليه الذكر وبعضهم جمع شتات الأمر
﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله﴾
أوصيكم كل الوصية بعد علم واجبات الدين بصحبتهم فأنها ترياق مجرب عندهم رأس الأمر كله عندهم الصدق والصفاء والذوق والوفاء والتجرد من الدنيا والتجرد من الأخرى والتجرد إلى المولى هذه الخصال لا تحصل بالقراءة والدرس والمجالس لا تحصل إلا بصحبة الشيخ العارف الذي يجمع بين الحال والمقال يدل بمقاله وينهض بحاله
﴿أولئك الذين هداهم الله﴾
﴿فبهداهم اقتده﴾
صفحة ٨٩